Monday, July 12, 2010

تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون، ووزير الخارجية الأردنية جودة

وزيرة الخارجية كلينتون: حسنا، أشكركم. يسرني، مرة أخرى، أن أرحب بصديق وزميل، وزير الخارجية جودة، في وزارة الخارجية لإجراء مناقشة عميقة حول طائفة من القضايا والموضوعات التي تحتاج إلى عمل وتشاور مكثف بين بلدينا.

إن جلالة الملك عبد الله صوت قوي وفعال للتسامح والتعاون في منطقة لا تشهد إلا القليل منهما؛ وحكومته ظلت شريكا صامدا ضد التطرف العنيف الذي يهدد المدن والمواطنين في الأردن والولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم. إن شعبينا قد يكون لهما تاريخ مختلف يا سيادة الوزير، ولكننا متحدان في آمالنا لمستقبل أفضل.

ويجمعنا التزام قوي بالتوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط قائم على حل الدولتين الذي يتيح لكل شعوب المنطقة فرصة السعي للاستفادة من كل القدرات التي وهبها الله لهم في الأمن والكرامة.

ومرة أخرى اليوم ناقشت مع وزير الخارجية خطوات هامة ينبغي اتخاذها من أجل التوصل إلى سلام حقيقي ودائم.

وإننا نعلم أن الاجتماع الأخير الذي عقده الرئيس أوباما مع رئيس الوزراء نتانياهو كرر التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتلك العملية. وقد أشدنا بالتقدم الذي أتاح دخول مزيد من البضائع إلى غزة. وإننا نعتقد أن من الممكن الوفاء بالاحتياجات الأمنية المشروعة لإسرائيل وفي الوقت نفسه منع حماس من مواصلة تجميع السلاح في غزة. والأردن وغيره من الدول العربية عنصر مهم وحيوي في هذا الجهد لتشجيع تهيئة الظروف من أجل تحقيق مزيد من التقدم. إن الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، والدعم السياسي للسلطة الفلسطينية ، وشجب العنف ستساهم في تحسين الوضع بالنسبة للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

لقد ناقشت مع وزير الخارجية المحادثات الدائرة، وإن كلينا يعتقد بأن التحرك نحو المفاوضات المباشرة في أسرع وقت ممكن هو في صالح الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة والعالم.

إننا نعتقد أنه من خلال المفاوضات القائمة على حسن النية، يمكن للطرفين أن يتفقا معا على نتيجة تُنهي النزاع ويحقق الهدف الفلسطيني في قيام دولة مستقلة قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا

على أساس حدود 1967، والاتفاق على عمليات مقايضة، والهدف الإسرائيلي في وجود دولة يهودية لها حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات المتعاقبة وتفي بمتطلبات الأمن الإسرائيلي. لذا فإننا نواصل تشجيع الجانبين على الاتجاه نحو المفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول قضايا الوضع الدائم.

إن الأردن ظل مشاركا نشطا في مبادرة السلام العربية، وإننا ممتنون جدا ليس لما يبذله جلالته وحكومته تجاه كل هذه الموضوعات الإقليمية والعالمية فحسب، وإنما أيضا في أفغانستان، في محاولة البحث عن مزيد من التفاهم بين الشعب، وفي التعليم، والرعاية الصحية، والمياه، وأمن الحدود، والحكم الرشيد، وغيرها كثير. فهناك علاقة شراكة عميقة على نطاق واسع، وإننا نقدر بشدة علاقة الشراكة والصداقة هذه.

وزير الخارجية الأردني جودة: شكرا جزيلا لكم، سيادة الوزيرة. إنه لشرف وامتياز حقيقي ومن دواعي سروري أن أكون هنا في وزارة الخارجية الأميركية وأن أجتمع معكم مرة أخرى.

وكما تعلمون، فإننا دائما حريصون وصادقون في مواصلة التشاور معكم. ولذلك فإن زيارتي هنا اليوم تأتي في هذا السياق، وفي سياق العلاقة الاستراتيجية القوية والمتينة جدا، التي أشرت إليها من قبل في هذا القاعة بالتحديد خلال زياراتي السابقة، ليس كعلاقة صداقة فحسب، وإنما كعلاقة شراكة حقيقية.

كما أن زيارتي تأتي في سياق متابعة المحادثات التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس أوباما حينما كان هنا في شهر نيسان/إبريل في قمة الأمن النووي وللمحادثات التي أجراها جلالته معكم بنفسه مؤخرا، حينما كان في زيارة خاصة لواشنطن، وعبر الهاتف.

وينبغي علي أن أقول إنه من المهم دائما أن نذكّر العالم بتلك العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والأردن. إنها ظلت علاقة قوية ومتينة لمدة تزيد على 60 عاما. ولقد سبق لي القول إنها صمدت أمام اختبارات عديدة، ولكنها تزداد قوة يوما بعد يوم. وبالتأكيد فإن الرؤى والمصالح المشتركة بيننا هي أساس تلك العلاقة. وإننا نقدّر دائما الدعم الذي تقدمه هذه الدولة للأردن، ووحدة الرؤى والأهداف التي لدينا تجاه المستقبل.

وكما قلتم سيادة الوزيرة، فقد تكون لنا ثقافات مختلفة وتاريخ مختلف، ولكن لدينا بالتأكيد مستقبل مشترك، كما آمل. وبالنسبة لموضوع جهود صنع السلام، ينبغي عليّ أن أقول إن دور الولايات المتحدة ليس مهما وحيويا فحسب، ولكنه مطلوب بشدة أيضا. إننا نتشاطر رؤية حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية، التي تمثل لب النزاع العربي الإسرائيلي الأوسع نطاقا.

وإننا نرى الجهود الأميركية في هذا السياق ضرورية وحيوية ومركزية، وإننا ندعم دعما كاملا ودون تردد الدور القيادي للولايات المتحدة في هذا المجال. ونحن نتعهد بالمساعدة بكل وسيلة ممكنة. فحينما التقى جلالته مع الرئيس أوباما في شهر نيسان/إبريل 2009، قال إننا لا نستطيع أن نترك الولايات المتحدة تتحمل عبء رفع الأثقال بمفردها. إننا مستعدون للمساعدة ولأن نؤدي الجزء الواجب علينا من حمل الأثقال، وأعتقد أننا بكل تواضع حاولنا أن نبذل أقصى ما نستطيع بالتشاور المستمر والتنسيق مع أصدقائنا الأميركيين.

إننا متفقون على أن المحادثات المباشرة التي تتناول كل قضايا الوضع النهائي بما فيها الحدود، والأمن، والقدس واللاجئون يجب أن تُستأنف بسرعة. وإننا في الأردن نؤكد على أن المحادثات المباشرة يجب أن تُستأنف من النقطة التي توقفت عندها في الماضي، وأن تبني على التفاهمات والاتفاقيات السابقة. ومثل هذه المحادثات يجب أن تكون ملتزمة بوقت محدد، وبوضع علامات على الطريق، وأن تجرى على أساس حسن النية لكي تصل بسرعة إلى حل الدولتين، بحيث تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا على أساس خطوط حدود 1967، وعاصمتها القدس ، تعيش في سلام و(غير مسموع) مع إسرائيل وكل جيرانها.

ويجب علي أن أذكّركم، لو تسمحين لي سيدتي الوزيرة، بما قاله جلالة الملك وهو أن ذلك هو الذي سيجلب السلام والعلاقات الطبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية وإسلامية. وقد قلت مؤخرا إن السلام في الشرق الأوسط هو بمثابة راحة بال لسائر دول العالم. ومن المهم أن نتذكر أن النزاع العربي-الإسرائيلي لم يعد يمكن النظر إليه باعتباره نزاعا محليا أو إقليميا؛ بل إنه نزاع عالمي تترتب عليه عواقب عالمية وتداعيات عالمية. ونحن متشجعون لحقيقة أن الرئيس ووزيرة الخارجية يذكراننا دائما بأن السلام في الشرق الأوسط يصب في المصلحة الوطنية الحيوية للولايات المتحدة. ومن هذا المنطلق، فإننا نقدر دور الولايات المتحدة تقديرا عاليا.

إن الحل يجب أن يكون ثمرة لمفاوضات تجري بين الطرفين نفسيهما، وهو في الواقع الحل الذي سيدوم أكثر ويكون أكثر استقرارا من أي حل يفرض أو ينص عليه قرار. ولكن دورنا مهم في إقناع الطرفين بمعاودة التحدث إلى بعضهما البعض. ومرة أخرى، أريد التذكير بأن هناك شعورا بالإلحاح يجبرنا على القيام بذلك في أقرب وقت ممكن. كما يجب إنهاء جميع الأعمال التي تضر باستئناف ونجاح المحادثات المباشرة – مثل الاستفزازات، والتدابير المتخذة من جانب واحد في الأراضي المحتلة – وجميع الأعمال الاستفزازية. ويجب أن تتوقف جميع الأعمال الضارّة لضمان توفر المناخ الملائم لاستئناف المفاوضات وضمان نجاح هذه المفاوضات. وكما قلنا مؤخرا، ربما في الأشهر الثمانية أو الستة عشر الماضية، شهدنا تركيزا على المسار الفلسطيني-الإسرائيلي، ولكنني أعتقد أن علينا التذكير مرة أخرى بالشمولية المطلوبة.

السيدة وزيرة الخارجية، شكرا جزيلا لكم، وشكرا على استضافتكم لي. إنني أتطلع إلى الانخراط المستمر والتشاور، ونأمل أن نرى أهدافنا المشتركة تتحقق.

الوزيرة كلينتون: شكرا لكم يا صديقي.

وزير الخارجية جودة: شكرا لكم.

السيد تونر: لدينا متسع من الوقت للرد على سؤالين اثنين فقط. السؤال الأول من جون ديكر، من تلفزيون وكالة رويترز.

سؤال: شكرا لكم، وزيرة الخارجية كلينتون: هناك عدة تقارير تفيد بأن المسؤولين الروس أبلغوا باحثا روسيا يقضي حكما بالسجن لمدة 14 عاماً لتقديمه معلومات لشركة بريطانية بأنه سوف يكون ضمن مجموعة من الروس المدانين بالتجسس لصالح الغرب والذين سيتم مبادلتهم بالروس الـ 10 الذين ألقت الشرطة الفدرالية الأميركية القبض عليهم الشهر الماضي. ما الذي تستطيعين أن تفيدينا به حول طبيعة المباحثات بشأن مبادلة الجواسيس، ومتى ستتم عملية المبادلة، وماذا ستستفيد الولايات المتحدة من مبادلة الجواسيس؟

وإذا كان لي أيتها الوزيرة كلينتون، أن أسال حول كوبا - -(ضحك) – كان هناك --(ضحك)--شكرا لكم. إنني أقدر لكم ذلك. هناك تقارير تفيد بأن كوبا تعتزم الإفراج عن المنشقين الـ 52. ماذا يمكنك أن تقوليه لنا حول ذلك؟ وهناك العديد من المطالبات في الكونغرس برفع الحظر المفروض على كوبا منذ 50 عاما. فهل هذا شيء تتابعه (حكومة) الولايات المتحدة أو تود أن تراه يحدث؟

الوزيرة كلينتون: حسنا أولا، بالنسبة لسؤالك الأول، سوف أحيل جميع الأسئلة حول هذه المسألة إلى وزارة العدل. أما بالنسبة للسؤال الثاني، فقد تشجعنا بالاتفاق الذي يتضح أنه تم التوصل إليه بين الكنيسة الكاثوليكية والسلطات الكوبية حول إطلاق سراح السجناء السياسيين الـ 52. لقد تحدثت الليلة الماضية مع وزير الخارجية الإسباني موراتينوس، وإننا نرحب بهذه الخطوة. ونعتقد أنها بادرة إيجابية. إنها مسألة تأخرت أكثر من اللازم، ولكنها مع ذلك، تعتبر موضع ترحيب كبير.

السؤال: (غير مسموع.) سيدتي الوزيرة أردت أن أسألكم - الرئيس عباس دعا رئيس الوزراء نتانياهو للموافقة على المعايير المتعارف عليها حول الأمن والحدود التي انبثقت عن مؤتمر أنابوليس. فما هو موقفكم حيال ذلك؟

وبالنسبة للسيد وزير الخارجية، أود أن أسألكم - الرئيس أوباما طلب من الدول العربية أن يكون لها دور أكبر في عملية السلام الآن. أعرف أنكم قد تحدثتم عن مبادرة السلام العربية، ولكن ما هي الخطوات الملموسة التي يمكن أن تتخذها الدول العربية في هذه المرحلة لدفع هذه العملية قدما؟

وزيرة الخارجية كلينتون: حسنا، إننا نعتقد بأن جميع القضايا التي يتعين حلها بين الطرفين يجب أن تناقش في المفاوضات المباشرة. وكلما بادر الإسرائيليون والفلسطينيون إلى الانخراط في المفاوضات المباشرة على نحو أسرع، كلما تمكنوا فعلا من اتخاذ القرارات بصورة أسرع. هذه هي الطريقة التي كانت تنجح في الماضي. وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنجح اليوم. ومن الواضح جداً مما سبق وأن قالته الولايات المتحدة وما قامت به أننا نواصل حث الطرفين على الدخول في مفاوضات مباشرة، في أقرب وقت ممكن. وأنا متفائلة بأنه سيتم الاتفاق على ذلك ويمكن أن تبدأ المفاوضات المباشرة في حينه.

وزير الخارجية جودة: شكرا لكم. أعتقد أنك عندما تقول ذلك عن مبادرة السلام، فهذه مبادرة سلام تم تبنيها في قمة بيروت عام 2002، وجرى تأكيدها من جديد في كل قمة عربية لاحقة منذ ذلك الحين وأقرتها منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي منظمة أخرى تضم في عضويتها 35 دولة إضافة إلى الدول العربية الـ 22. وهكذا مرة أخرى، فإن هذا هو السبب في أننا نقول حل الـ 57 دولة، وهي الدول الـ57 التي ستدعم هذا السلام.

وأنا اتفق تماما مع وزيرة الخارجية على أننا بحاجة الآن إلى التوصل إلى بيئة مواتية تفضي إلى انتقال من هذه المحادثات المتقاربة، التي هي في غاية الأهمية لأنها تعكس الالتزام الكلي من جانب الولايات المتحدة بهذا المسعى الرامي إلى الانتقال إلى المحادثات المباشرة، التي تعتبر السبيل الوحيد للتوصل إلى صفقة تطرح على الطاولة (لمناقشتها). وأعتقد أن جميع الدول العربية ستدعم هذه العملية. ولدينا اجتماعات مقبلة للجنة مبادرة السلام العربية ولوزراء الخارجية العرب كافة. وأعتقد أننا قد قمنا بتوفير قدر لا بأس به من الدعم والتأييد للفلسطينيين للمشاركة في هذا الجهد، والفلسطينيون بدورهم لم يشاركوا فحسب، ولكنهم كانوا أيضا متجاوبين. إن الأجواء التي نسمع عنها في المحادثات المتقاربة توفر متسعا من المجال للأمل، وتبدو مشجعة.

ولكنني أعتقد أنه يتعين علينا الامتناع من الآن عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب واستفزازيه، سواء كان ذلك على شكل عمليات تهجير أو طرد أو هدم المنازل أو أي عمل أحادي الجانب.

وأعتقد أنه حالما يتم استئناف المفاوضات المباشرة، سوف ترون مشاركة من قبل الدول العربية عموما (غير مسموع) والدعم الملموس الذي أشرت إليه. ولكن دعونا ألا نضع العربة أمام الحصان. دعونا نحاول الدفع بالعملية، على ألا تكون عملية أخرى مفتوحة بدون نهاية، ولا تكون نوعا آخر من الانخراط اللانهائي. إننا بحاجة إلى رؤية معايير مرجعية، وإننا بحاجة إلى رؤية تحرك ملموس على الأرض.

الوزيرة كلينتون: أشكركم جميعا جزيل الشكر.

منقول عن:
http://www.america.gov/st/texttrans-arabic/2010/July/20100709143923x0.3878137.html

No comments:

Post a Comment