Tuesday, July 6, 2010

السياسة الأميركية الجديدة في مجال الفضاء تركز على التعاون الدولي

السياسة الأميركية الجديدة في مجال الفضاء تركز على التعاون الدولي

من ستيفن كوفمان، المحرر في موقع أميركا دوت غوف


واشنطن،- جعلت حكومة أوباما التعاون الدولي حجر الزاوية في سياستها الجديدة في مجال الفضاء مؤكدة على أهمية الابتكارات التكنولوجية في القطاع الخاص وتوسيع نطاق البحث العلمي حول المناخ والغلاف الجوي للأرض.

وفي بيان صدر يوم 28 حزيران/يونيو قال الرئيس أوباما إنه بخلاف التنافس الاستراتيجي الذي اتسمت به السياسة الأميركية في مجال الفضاء خلال زمن الحرب الباردة، فإن من الأهداف المركزية للأسلوب الأميركي الجديد "تشجيع التعاون السلمي وتضافر الجهود في مجال الفضاء. وهو ما لن يقتصر على إبعاد شبح النزاع فحسب، وإنما سيساعد على توسيع نطاق قدراتنا للعمل في مدارات الفضاء وما بعدها."

وقال أوباما إن الفضاء لم يعد مجرد وجهة نبتغي الوصول إليها، إنما هو "مكان نستطيع العمل فيه بطرق تتسم بالمسؤولية، والدوام، والسلامة." وفي إعرابه عن إدراك تزايد اعتماد البشر على الأقمار الصناعية والتقنيات الموجودة في الفضاء، قال الرئيس إن هناك أيضا مسؤولية تتزايد لمواجهة الحطام المتناثر في الفضاء في المدارات المحيطة بالأرض وغيرها من العوامل التي تمثل أخطارا لكل الدول التي تريد استخدام الفضاء لأغراض سلمية.

وطبقا لما جاء في بيان الحقائق الذي نشره البيت الأبيض يوم 28 حزيران/يونيو أيضا فإن الولايات المتحدة "تعترف بحقوق كل الدول في الوصول إلى الفضاء واستخدامه واستكشافه لأغراض سلمية، ومن أجل استفادة الإنسانية جمعاء." كما أنها تحث كل الدول على مشاركتها في ما تلتزم به من حيث "منع وقوع أحداث مؤسفة، أو مفاهيم خاطئة، أو عدم الثقة." من خلال اتخاذ إجراءات وأفعال تتسم بالمسؤولية.

وقال بيان الحقائق إن حكومة أوباما تعتزم توسيع نطاق التعاون الدولي "إلى أقصى مدى ممكن" في مجالات مثل "علوم واستكشافات الفضاء؛ رصد الأرض، وأبحاث تغير المناخ؛ وتبادل المعلومات المتعلقة بالبيئة؛ وتخفيف آثار الكوارث، والإغاثة؛ ومتابعة ما يحدث في الفضاء لمراقبة الحطام المتناثر وتطوراته."

وفي بيانه ذكر الرئيس أوباما أن السياسة الأميركية الجديدة في مجال الفضاء "إنما هي تتعلق بالاحتمالات غير المحدودة للمستقبل" وأنه يتطلع ويحدوه الأمل في استكشافات كوكب المريخ وما وراءه. كما أشار الرئيس أوباما إلى أهمية إثارة طموح الجيل الجديد من الشباب وحثهم على السعي للعمل والتخصص في مجالي العلوم والهندسة.

وأضاف أوباما: "إننا لا نهاب المستقبل بل نحتفي به، متعهدين بأن الولايات المتحدة ستقود العالم نحو آفاق ووجهات جديدة.

من ناحية أخرى صرح باري بافيل كبير مديري شؤون سياسة الدفاع والاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي للمراسلين الصحفيين في مؤتمر عُقد عن طريق الهاتف يوم 28 حزيران/يونيو، بأن الفوائد التي نجنيها من الفضاء "منتشرة تقريبا في كل جانب في حياتنا،" نظرا لتزايد أهميته بالنسبة للاقتصاد، والأمن القومي، والبيئة."

وأضاف بافيل أنه "حينما بدأ عصر الفضاء ، كانت الفرص التي يتيحها محدودة ومحصورة في عدد قليل من الدول فحسب، لكنها الآن مع نمو الاقتصاد العالمي، فإن عددا متزايدا بلا حدود من الدول والمنظمات يستخدم الفضاء أو يعمل من الفضاء." ثم أضاف أن السياسة الجديدة للرئيس أوباما تهدف إلى تعزيز وتقوية الدور القيادي الأميركي في الفضاء "وفي الوقت نفسه تتعهد بالرعاية عددا لا يُحصى من المكاسب المجزية هنا على الأرض لنا، ولكل الدول المسؤولة."

ومن جانبه قال جيم كولنبرغر، رئيس هيئة الموظفين في مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا بالبيت الأبيض إن مراقبة الأرض عنصر حيوي ضمن مكونات هذه السياسة، على اعتبار أهمية التنبؤ بالأحوال الجوية ، والتحذير من العواصف، وإزالة آثار الكوارث. وإن خدمات الخرائط على الإنترنت تساعد الناس من جميع أنحاء العالم في العثور على وسائل للحفاظ على الزراعة واستدامتها، وحماية مناطق الأراضي الرطبة، وتحليل تناقص الغابات، والأهم هو فهم تغيرات المناخ بشكل أفضل."

وأشار كولنبرغر إلى وجود فرص عظيمة لإقامة علاقة شراكة مع القطاع الخاص ومع محطة الفضاء الدولية لتطوير التقنيات اللازمة لإبقاء البشر في الفضاء لفترات أطول من الزمن.

ثم أضاف: "هناك فرص لتضافر الجهود والتعاون على المستوى الدولي على امتداد الطريق، من حيث تطوير أساليب تقنية جديدة لتمكين البشر من تحمل السفر والبقاء في الفضاء لفترة قد تصل إلى عامين وهي المدة اللازمة للوصول إلى كوكب المريخ،" كما أوضح أن سياسة الرئيس تهدف إلى مد حياة محطة الفضاء الدولية إلى ما بعد العام 2015 أي إلى العام 2020 وهو ما وصفه كولنبرغر بأنه عنصر أساسي لاستراتيجيتنا من أجل تشجيع التعاون الدولي."

مما يذكر أن مسؤولا كبيرا في حكومة أوباما اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، قال يوم 28 حزيران/يونيو إن حكومة أوباما طلبت من الأصدقاء والحلفاء المساهمة بآرائهم ومقترحاتهم أثناء وضع سياستها الجديدة.

وذكر أنه بالإضافة إلى المملكة المتحدة واليابان وكندا وفرنسا، فإن الولايات المتحدة تشاورت مع روسيا والصين والدول البازغة في مجال الفضاء مثل الهند.

وقال المسؤول إنه مع تزايد ازدحام الفضاء بالحطام المتناثر في المدارات الفضائية، فإن كل الدول تستطيع، على الأقل، الاتفاق على وسائل لتقليل الأخطار. إن الولايات المتحدة تبعث بملحوظاتها وتنبيهاتها إلى كل الدول عن وجود خطر الاصطدام أو حدوث تلف من الحطام، كإجراء لبناء الثقة.

ثم أضاف المسؤول أن "الولايات المتحدة تدرك حق كل الدول المسؤولة في المشاركة في الأنشطة السلمية بالفضاء للأغراض السلمية. وإنني أنبه إلى أن العامل الرئيسي يكمن في عبارة كون تلك الدول "مسؤولة" وليست تلك التي تُسقط الأقمار الصناعية للشعوب الأخرى، ولا التي تتسبب في زيادة الحطام المتناثر."


منقول عن:
http://www.america.gov/st/scitech-arabic/2010/June/20100630162331x0.5994226.html

No comments:

Post a Comment