Tuesday, March 30, 2010

المرشح لشغل منصب السفير الأميركي لدى سوريا يتعهد بمصارحة المسؤولين في دمشق

استنتجت حكومة الرئيس أوباما بأن تعيين سفير أميركي معتمد في دمشق للإتصال بالحكومة السورية يصب في المصلحة الأميركية القومية، لكن مرشحها لذلك المنصب، روبرت فورد، تعهد بإجراء حديث "صريح وغير مخفف اللهجة" مع الحكومة السورية بشأن مجالات تستدعي القلق الأميركي ومجالات قد تكون فيها مصالح متبادلة.

وفي جلسة استماع ومساءلة أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ بتاريخ 16 آذار/مارس تمهيدا لتثبيته في هذا المنصب، قال فورد إن إيفاد سفير أميركي إلى سوريا، وهو منصب ظل شاغرا منذ العام 2005، "سيكون إيذانا بتغيير في كيفية محاولة إقناعنا سوريا ومحاولة الضغط عليها بخصوص أين تكمن مصالح سورية الحقيقية على أفضل وجه."

وفي شهادته عدد فورد الأهداف الأميركية الرئيسية للتعاطي مع حكومة الرئيس بشار الأسد قائلا: "أولا، إقناع سوريا بأن تساهم في إشاعة الإستقرار في العراق إضافة إلى حمل دمشق للكف عن مساعدة الجماعات الإرهابية، ولإظهارها احتراما أكبر لسيادة لبنان؛ وعلاوة على ذلك تأمين دعم سوريا لعملية سلام الشرق الأوسط وتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأخيرا، تشجيعها على إبداء احترام أكبر لحقوق الإنسان في سوريا."

وأشار إلى ان قرار إعادة سفير أميركي إلى دمشق يجب ألا يفهم على أنه مكافأة للحكومة السورية أو أنه يعني أن دواعي القلق بشأن أفعال سوريا الماضية قد تبدلت.

ومضى فورد قائلا في إفادته: "يتعين علينا أن نتباحث في كل يوم وفي كل أسبوع مع مسؤولين رفيعي المستوى لديهم نفوذ وصلاحيات في سوريا وعليهم أن يصغوا إلينا مباشرة، لا لوسائل الإعلام ولا لبلدان جهات ثالثة، وأن يصغوا للحسابات والأفكار الأميركية وما قد تكون التكاليف الكامنة لسوريا نتيجة للخطأ في حساباتها."

ورحب فورد باستعداد سوريا السماح بدخول لاجئين عراقيين إلى أراضيها مثل المسيحيين من نينوى ممن فروا من العنف ولتوفيرها بعض المساعدات للاجئين ومنحهم أذونات بالعمل في أراضيها.

ومضى السفير المعين قائلا: "في بعض النواحي كانت الحكومة السورية مساعدة جدا في قضية اللاجئين العراقيين" وحث مسؤؤلي دمشق على السماح لمنظمات غير حكومية بأن تعمل مع اللاجئين وتسهيل مساعي إصدار تأشيرات لمزيد منهم كي يدخلوا الولايات المتحدة.

واستطرد قائلا: بمقدور سورية أن تغلق القنوات القليلة الباقية التي تتيح لمقاتلين أجانب أن يعبروا الحدود إلى العراق. وقد تراجع عددهم بصورة ملحوظة منذ منتصف العام 2007 من حوالي 100 محارب شهريا إلى حوالي عشرة. كما أن نجاح القوات العراقية وقوات التحالف في إغلاق هذه الشبكات على الجانب العراقي من الحدود يفسر على الأرجح جزءا كبيرا من هذا التغيير، لكن يتعين "على السوريين أن يغلقوا بعض الشبكات" وأن يوفروا الطاقة لعمل المزيد.

وقال فورد: "هناك المزيد الذي يمكن، وينبغي، عمله. وبصراحة، إذا أقدم السوريون على ذلك أعتقد أن العراقيين سيلمسون ذلك وسوف يتجاوبون."

وسلم فورد في إفادته بأن سوريا "ترغب في رؤية تغيير في العقوبات الأميركية المطبقة عليها لكن بعضا منها ناتج عن دعم دمشق لتنظيمات من أمثال حزب الله وحماس اللتين صنفتا كمنظمتين إرهابيتين." وأردف قائلا: "لا يسعنا أن نعدل تلك العقوبات والقيود المترتبة عنها إلا بعد أن يغير السوريون مسلكهم. وعلينا أن نكون واضحين جدا معهم بخصوص ذلك."

وإلى جانب حض السوريين وجماعات فلسطينية متشددة مقرها دمشق للسماح للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بالمضي قدما، قال فورد إن واشنطن ترغب في "تشجيع التحرك" باتجاه اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل وهي خطوة أعربت دمشق عن اهتمامها بمتابعتها. وقال فورد: "من شأن إتفاق من هذا القبيل أن يغير المنطقة وأن يبدل اللعبة" وأن تسوية شاملة "تتساوق جدا مع المصالح الأميركية."

ورغم أن مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا توسطت فيها تركيا في 2008 لم تفض إلى اتفاقية فقد "قطعت هذه شوطا كبيرا"، على حد قول المسؤول.

وأشار إلى أهمية "إيجاد صيغة لإقناع الإسرائيليين والسوريين بالعودة إلى تلك المفاوضات كي نرى إلى أي مدى تكون الحكومة السورية مستعدة للإلتزام بتعهداتها باحترام التطبيع والإستقرار الإقليمي."

ونوه فورد بأن سياسة حكومة أوباما من الحوار المكثف مع سوريا "لن تكون على حساب أية دول أخرى في المنطقة، بما فيها لبنان" مكررا الإلتزام "بسيادة لبنان واستقراراه."

ورحب السفير الأميركي المعين بقرار دمشق فتح سفارة لها في بيروت والإعلان عن سعي مشترك مع لبنان لترسيم الحدود بين الدولتين. وقال إن السوريين أعلنوا عن "عهد جديد من العلاقات" بين البلدين. وفي حين رحب فورد بذلك البيان إلا أنه أردف قائلا: "إننا نود أن نرى ذلك يتحقق فعلا على الأرض." ومعنى ذلك إنهاء شحنات الأسلحة من سوريا إلى حزب الله وجماعات أخرى داخل لبنان. ومثل تلك الشحنات تضعف الدولة اللبنانية وتسهم في زعزعة استقرار المنطقة، وهو ما لا يصب في مصلحة سوريا الوطنية بالذات—حسب قول فورد.

ثم ختم إفادته بالقول: "إن ما يزعزع الإستقرار هو حيازة حزب الله لصواريخ يصل مداها مناطق في عمق إسرائيل. فذلك سيزيد من تعقيدات حسابات الجميع وسيثير أخطارا ناتجة عن سوء الحسابات واحتمال اندلاع الحرب."

منقول عن http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2010/March/20100318165653esnamfuak0.6393549.html

No comments:

Post a Comment