Thursday, April 1, 2010

مرآة أمريكا: المواقع الأثرية

ما هو القاسم المشترك بين كل من الوادي الكبير، وتمثال الحرية، والمسرح الذي اغتيل فيه الرئيس الأميركي أبراهام لينكون رميا بالرصاص؟ هي جزء من شبكة المواقع التاريخية والخلابة التي تحافظ عليها مصلحة المتنزهات القومية في الولايات المتحدة كي يكون بمقدور الزوار الذين يقصدونها أن يستزيدوا عن الناس والأماكن الذين رسموا ملامح أميركا عبر الزمن.

ولولا بعض الشخصيات المتبصرة ممن كانت تؤمن بأنه يتعين حماية تلك المواقع التاريخية وتخصيصها لمنفعة جميع الناس، لكان بعضها قد اندثر، كما يشير جوناثان جارفيس، مدير مصلحة المتنزهات القومية الذي أشار إلى أنه منذ العام 1916 كانت مصلحته تعمل "كوكيلة مسؤولة عن تاريخ الأمة الأميركية إذ روت قصة أميركا النموذجية" عن أمة متمددة ومتنوعة.

ويقول جارفيس: "الروايات وراء هذه المواقع والمعالم التاريخية ملهمة بصورة خارقة وأحيانا هي مبعث للألم بصورة غير عادية. وهذا الاختبار العظيم للديمقراطية لا يخلو من العيوب لكن هذه الروايات وراء المعالم تكشف عن حقيقة أننا ما زلنا على استعداد لمناقشة أخطائنا وأننا ما زلنا مستعدين لأن نتعلم وأننا ما زلنا نتطور."

أضاف جارفيس: "كثير من هذه الأماكن مثل ميادين معارك الحرب الثورية والحرب الأهلية "لعب دورا في رسم وصوغ الديمقراطية الأميركية وفي أماكن مثل تلك لدينا مسؤولية بالمحافظة على بقاء تلك الرواية."

مهمة للحماية وللتثقيف

وخلال استيطان الغرب الأميركي كان هناك وعي متنام بأن الأماكن غير المستعمرة يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة. وأنشأ الرئيس الأسبق يوليسيس غرانت متنزه يلوستون في العام 1872 كأول متنزه قومي، فيما أسس الرئيس اللاحق وودرو ويلسون مصلحة المتنزهات القومية للإشراف على شبكة متوسعة بسرعة من المتنزهات الترفيهية والمحميات والنصب التذكارية التاريخية وميادين معارك وغير ذلك من مواقع ذات مغزى قومي.

وإلى جانب معالم طبيعية شهيرة مثل الوادي الكبير تساهم مصلحة المتنزهات في الحفاظ على مواقع تاريخية مثل مسرح فورد حيث اغتيل الرئيس الأسبق لينكون في 1865 وجزيرة إليس في ميناء نيويورك حيث دخل الولايات المتحدة عبرها ما يزيد على 12 مليون مهاجر بين عامي 1892 و1954.

ويقول جارفيس إن "المبادئ الديمقراطية لهذه الأمة تجسدها مواقعها التاريخية. فإذا كنت تبدي اهتماما بالحرب الأهلية أو الطريق القومي السريع رقم 66 أو حركة الحقوق المدنية الأميركية أو الثقافية اللاتينية في الولايات المتحدة، فستجد على موقعنا الإلكتروني إرشادات بشأن طرق السفر التي يجب أن تسلكها أو توصيات بالرحلات التي يجب أن تقوم بها."

وبعض من أثمن الكنوز يعود عهدها إلى ما قبل تأسيس الأمة الأميركية نفسها. فهناك ميسا فيردي في ولاية كولورادو، ووادي دي شيلي بولاية أريزونا، ووادي شاكو بولاية نيو مكسيكو. وتشتهر ميسا فيردي بمساكنها التي شيدت داخل التلال الصخرية التي تعود إلى عام 1200 الميلادي. أما وادي شيلي داخل أراضي النافاهو القبلية فيأوي أطلالا عريقة ويدعم مصادر رزق مجتمع شعب قبيلة نافاهو. وكان وادي تشاكو مرتعا ثقافيا هاما لسكان قبلية البويبلو في الفترة من 3900 إلى 1150 ميلادية.

وتحظر القوانين المرعية سرقة قطع أثرية من أراضي الحكومة الفدرالية كما ذكر جارفيس الذي أضاف أن ثمة إجراءات معمول بها للحصول على تراخيص للحفريات الأثرية. ومن إحدى مهام مصلحة المتنزهات ترجمة ما يتلقنه علماء الآثار عن الماضي وصوغه بعبارات مألوفة كي يمكن للجمهور العام أن يفهم مغزى وأهمية تلك المواقع."

ولدى مصلحة المتنزهات القومية مكتب صغير لتلبية طلبات من حكومات أجنبية تسعى للحفاظ على مواقعها الأثرية الخاصة. في الهند مثلا قدمت المصلحة خبراتها حول خطط المواقع الخاصة بتاج محل وساعدت المصلحة مسؤولين قطريين في تطوير إطار إداري لأول متنزه وطني في قطر. وفي كمبوديا، قدمت المصلحة مساعدات فنية لحماية آثار في أنغور وات ومعبد بريا فيهير. وتقيم المصلحة روابط مع هيئات توأم لها في جميع أنحاء العالم.

وتسعى الوكالة لإقامة شراكات مع مؤسسات ذات طابع تجاري كي يمكن الحفاظ على مزيد من المواقع التاريخية. ومن أجل إنشاء حوافز للحفاظ على المعالم قال جارفيس: "إننا نقدم حوافز ضريبية لإعادة تأهيل مبان تاريخية ولشغلها من جديد."

وذكر على سبيل المثال سان فرانسيسكو حيث تشاركت مصلحة المتنزهات مع مطورين عقاريين لتأهيل قاعدة عسكرية تدعى فورت بيكر تعود إلى العام 1905. والقاعدة التي تقع بالقرب من جسر البوابة الذهبية الشهيرة "أعيد تأهيلها بالكامل لتصبح منتجعا يقصده السياح." وأضاف أن المصلحة "تمتلكه لكننا وقعنا عقد إيجار طويل الأمد مع المطورين كي يمكنهم جني مردودات استثماراتهم. وقد اصبح هذا الموقع أحد المواقع الأكثر شعبية في سان فرانسيسكو."

التاريخ الحديث

تقوم المصلحة حاليا بمراجعة مواقع أميركية جديدة تتطرق إلى تغييرات ثقافية وتاريخية أحدث عهدا. وقال جارفيس عن ذلك: "لقد خولنا الآن بدراسة سيرة سيزار شافيز (الناشط العمالي الأميركي من اصل مكسيكي) وحركة العمال الزراعيين القومية وهي سيرة هامة لم ترو بالكامل."

وأضاف جارفيس: "إننا نبدي اهتماما متواصلا في روايات تعتبر هامة للتجربة الأميركية كما نقوم باستمرار بتعديل القصص التي نرويها وكيفية شرحها."

وتدير المصلحة حوالي 400 متنزه قومي يؤمها 275 مليون شخص سنويا وأكثر من 3000 معلم تاريخي وطبيعي. وتساعد مصلحة المتنزهات التي تشكل جزءا من وزارة الداخلية الأميركية في المحافظة على أصناف نباتات وحيوان معرضة للخطر أو مهددة بالإنقراض في جميع أنحاء شبكة المتنزهات القومية.

للمزيد راجع الموقع الرسمي لمصلحة المتنزهات القومية.



منقول عن http://www.america.gov/st/peopleplace-arabic/2010/March/20100325170035GLnesnoM0.7460443.html

No comments:

Post a Comment