Monday, March 8, 2010

أوباما، انتخابات العراق

أوباما: طابت أوقاتكم جميعا. في هذا اليوم توجه الشعب العراقي إلى صناديق الإقتراع لاختيار قادته في ثاني إنتخابات وطنية عراقية.  وكانت هذه بموجب أي معيار معلما هاما في تاريخ العراق. فقد رشحت عشرات الأحزاب والائتلافات آلاف المرشحين من رجال ونساء. وجرى الاقتراع في حوالي 50 ألف صندوق اقتراع.  وفي إقبال شديد على الإنتخاب مارس ملايين العراقيين حقهم في التصويت بحماسة  وتفاؤل.
وتوضح انتخابات اليوم أن مستقبل العراق ملك للشعب العراقي. فقد نظمت وأشرفت على عمليات الإقتراع المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات بمساندة الأمم المتحدة الحاسمة. وقام مئات آلاف العراقيين من عاملين ومراقبين بمهام في مراكز الإقتراع.
وكما كان متوقعا، وقعت بعض حوادث العنف لدى محاولة القاعدة في العراق وغيرها من متطرفين تعطيل تقدم العراق بقتل عراقيين أبرياء كانوا يمارسون حقوقهم الديمقراطية. لكن على العموم، فإن مستوى الأمن والحيلولة دون وقوع هجمات تزعزع الإستقرار شاهدان على القدرات والمهارة المهنية المتعاظمة لقوات الأمن العراقية التي لعبت دورا رائدا في توفير الأمن في مراكز الإقتراع.
وأود كذلك أن أعبر عن إعجابي بآلاف الأميركيين الموجودين على أرض العراق – لموظفينا المدنيين وعسكريينا من رجال ونساء ممن يواصلون دعم شركائنا العراقيين.  وهذه الإنتخابات تكريم لجميع الذين خدموا وضحوا  في العراق خلال الأعوام السبعة الماضية، بمن فيهم أولئك الكثيرون الذين ضحوا بحياتهم.
لكننا واعون بأن انتخابات اليوم ما هي إلا بداية وليست نهاية عملية انتخابية ودستورية مطولة.  فالأصوات لا بد من فرزها كما يجب الإستماع للشكاوى. وقد أرسى العراق، بدعم من الأمم المتحدة، عملية للتحقيق في أي ادعاءات بالتزوير وحسمها قضائيا.  كما يجب أن ينعقد مجلس النواب وأن يختار قادته ويتم تشكيل حكومة. وكل تلك الخطوات الهامة ستتطلب وقتا – لا مسألة أسابيع بل شهور.
وفي هذه العملية لا تساند الولايات المتحدة مرشحين معينين أو تحالفات معينة. بل ندعم حق الشعب العراقي في اختيار زعمائه بالذات.  وأنا أشيد بحكومة العراق لوضعها خططا لضمان الأمن والخدمات الاساسية للشعب العراقي في هذا الوقت الانتقالي.
نحن نعلم أنه ستكون هناك أيام صعبة قادمة في العراق – فلربما يكون هناك مزيد من العنف. لكنه ينبغي أن يكون العراق، كأي دولة سيادية مستقلة، حرا في رسم طريقه. ولا ينبغي لأحد أن يسعى في سبيل التأثير في هذه الفترة الانتقالية أو استغلالها أو الإخلال بها. والآن هو الأوان لكل جار وكل دولة أن تحترم سيادة العراق وسلامة أراضيه.
إن الحكومة العراقية الجديدة ستواجه مهمة اتخاذ قرارات هامة بالنسبة لمستقبل العراق. ولكن، كما تظهر انتخابات اليوم فإن الشعب العراقي يريد مناقشة الخلافات واتخاذ قرار بشأنها من خلال عملية سلمية توفر الأمن والرخاء لجميع العراقيين.
وليعلم الشعب العراقي في الوقت الذي يمضي فيه قدما، أن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها. فسنستمر في سحب قوات الولايات المتحدة المسؤول من العراق. والواقع أن هذه أول مرة منذ سنوات لا يوجد فيها – الآن إلا أقل من 100,000 جندي أميركي يخدمون في العراق. وبحلول نهاية آب/أغسطس ستكون مهمتنا القتالية قد انتهت. وكما قلت في العام الماضي عندما أعلنت استراتيجيتنا الجديدة في العراق، سنستمر في تقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن العراقية، وفي تنفيذ العمليات الهادفة لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع شركائنا العراقيين وفي حماية قواتنا ومدنيينا. وبحلول نهاية العام القادم ستكون كل قواتنا قد خرجت من العراق.
وستواصل الولايات المتحدة في الأسابيع والشهور القادمة التعاون بشكل وثيق مع الشعب العراقي ونحن نعمل على توسيع شراكتنا الواسعة على أساس من المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل. ومن دواعي اغتباطي أن نائب الرئيس (جو) بايدن سيستمر في القيام بدور قيادي في هذا الجهد.
وإنني بالنيابة عن الشعب الأميركي أهنئ الشعب العراقي على شجاعته في هذه الانتخابات التاريخية، فقد اتخذ العراقيون اليوم في وجه العنف الذي ارتكبه أولئك الذين لا يريدون سوى التدمير خطوة إلى الأمام في العمل الشاق في بناء بلدهم. وستستمر الولايات المتحدة في مساعدتهم في هذا الجهد فيما نعمل على إنهاء هذه الحرب بشكل مسؤول وفي دعم الشعب العراقي وهو يتولى السيطرة على مصير مستقبله.
وشكرا جزيلا



منقول عن http://www.america.gov/st/texttrans-arabic/2010/March/20100307195321snmassabla0.8979303.html

No comments:

Post a Comment