Wednesday, March 24, 2010

بيان مشترك من اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط

بيان مشترك من الرباعية
اللجنة الرباعية – ممثلة بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون، ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون، والمبعوث الأميركي الخاص لسلام الشرق الأوسط جورج متشل، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون – اجتمعت في موسكو في 19 آذار/مارس 2010. وقد انضم إلى الاجتماع ممثل الرباعية توني بلير. 

وتأكيدا للمبادئ الأساسية المنصوص عليها في بيان تريستا في 26 حزيران/يونيو 2009، ترحب الرباعية بالاستعداد لبدء المحادثات عن قرب بين إسرائيل والفلسطينيين. وتؤكد الرباعية على احترام الظروف التي مكّنت من الاتفاق على بدء المحادثات عن قرب (المتجاورة). ذلك أن المحادثات المتجاورة خطوة هامة باتجاه البدء، دون شروط مسبقة، بالمفاوضات الثنائية لحل كل قضايا الوضع النهائي كما اتفق عليها الطرفان من قبل. وتعتقد الرباعية بأن هذه المفاوضات يجب أن تؤدي إلى تسوية، بالتفاوض عليها بين الطرفين خلال 24 شهرا، تنهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وتسفر عن قيام دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل وجيرانها الآخرين. وتجدد الرباعية التأكيد على أن السلام العربي الإسرائيلي وإنشاء دولة فلسطين المسالمة في الضفة الغربية وقطاع غزة هما في مصلحة الطرفين الأساسية وكل دول المنطقة والمجتمع الدولي. وتدعو الرباعية في هذا الصدد كل الدول إلى تأييد الحوار بين الطرفين.

وتكرر الرباعية دعوتها لإسرائيل والفلسطينيين للتصرف على أساس القانون الدولي وعلى أساس اتفاقياتهما والتزاماتهما السابقة – لا سيما الالتزام بخريطة الطريق، بغض النظر عن التبادلية  (المعاملة بالمثل) – وذلك من أجل تعزيز جو يؤدي إلى مفاوضات ناجحة، وتؤكد مجددا أن الأعمال المنفردة يتخذها أي من الطرفين من جانب واحد لا يجوز لها أن تجحف سلفا بنتيجة المفاوضات ولن يعترف بها المجتمع الدولي. وتحث الرباعية حكومة إسرائيل على تجميد كل النشاط الاستيطاني، بما فيه النمو الطبيعي، وتفكيك المراكز المتقدمة (البؤر الاستيطانية غير القانونية) التي تم إنشاؤها منذ آذار/مارس 2001، وتجنب أعمال الهدم والإخلاء في القدس الشرقية. وتدعو الرباعية الطرفين أيضا إلى التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب الأعمال الاستفزازية والخطابة الملهبة للمشاعر وخاصة في المجالات ذات الحساسيات الثقافية والدينية. وبالإشارة إلى أهمية التقدم الأمني الذي حققته السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تدعو الرباعية السلطة الفلسطينية إلى الاستمرار في بذل كل جهد ممكن لتحسين تطبيق القانون والنظام ومكافحة التطرف العنفي وإنهاء التحريض. وتؤكد الرباعية الحاجة إلى مساعدة السلطة الفلسطينية في بناء قدرتها على تطبيق القانون.

وإذ تذكّر الرباعية بأن المجتمع الدولي لا يعترف بضم القدس الشرقية، تشدد على أن وضع القدس قضية من قضايا الوضع النهائي التي يجب حلها من خلال المفاوضات بين الطرفين، وتشجب قرار حكومة إسرائيل بالدفع قدما بمخطط وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية. وتجدد الرباعية تأكيد نيتها في رصد التطورات في القدس عن كثب مبقية في الاعتبار اتخاذ خطوات قد تلزم لمعالجة الوضع على أرض الواقع. وتدرك الرباعية أن بإمكان الطرفين التوصل إلى اتفاق مشترك على نتيجة تحقيق طموحات الطرفين بالنسبة للقدس وتكفل وضعها للناس في أنحاء العالم.

وإذ تذكّر الرباعية بأن التغييرات التحويلية على الأرض هي جزء أساسي للسلام، تواصل دعمها لخطة السلطة الفلسطينية في آب/أغسطس 2009 لبناء الدولة الفلسطينية في غضون 24 شهرا  كدليل على التزام الفلسطينيين الجدي بدولة مستقلة تقيم الحكم الرشيد وتوفر الفرص والعدالة والأمن للشعب الفلسطيني من أول يوم تقام فيه وتكون جارة مسؤولة تجاه كل دول المنطقة. وتلاحظ الرباعية بإيجاب خطوات إسرائيل لتخفيف القيود على التنقل في الضفة الغربية، وتدعو إلى اتخاذ مزيد من الخطوات المستدامة لتسهيل جهود السلطة الفلسطينية في بناء الدولة. وتصادق الرباعية كليا على جهود ممثل الرباعية في دعم جهود رئيس الوزراء (سلام) فياض في بناء الدولة وبرنامج تنمية الاقتصاد الذي شهد تحسنا كبيرا في اداء السلطة الفلسطينية في ما يتعلق بالأمن والقانون والنظام وتحسن النمو الاقتصادي. والرباعية تساند ممثل الرباعية في جهوده الحيوية لتعزيز التغيير على أرض الواقع دعما للمفاوضات السياسية. 

وتدعو الرباعية أيضا كل الدول في المنطقة وفي المجتمع الدولي على اتساعه إلى مماثلة الالتزام الفلسطيني ببناء الدولة بتقديم االمساهمة الفورية الملموسة والدعم المستمر للسلطة الفلسطينية، وتتطلع في هذا الصدد إلى الاجتماع القادم للجنة الارتباط الخاصة لتنسيق الدعم الدولي لجهود بناء الدولة الفلسطينية. 

وتعرب الرباعية عن قلقها الشديد تجاه استمرار تدهور الأوضاع في غزة، بما في ذلك الوضع الإنساني ووضع الحقوق الإنسانية للسكان المدنيين، وتؤكد الحاجة الملحة إلى حل دائم لأزمة غزة. وتدعو الرباعية إلى إيجاد حل يلبي هواجس إسرائيل الأمنية المشروعة، بما فيها إنهاء تهريب الأسلحة إلى غزة، ويعزز الوحدة الفلسطينية على أساس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية ويوحد غزة والضفة الغربية في ظل سلطة فلسطينية مشروعة، ويكفل فتح المعابر لتدفق المساعدات الإنسانية والبضائع والسلع التجارية وحركة الأشخاص من غزة وإليها دون أي عوائق وذلك انسجاما مع قرار مجلس الأمن الدولي 1860. وتلاحظ الرباعية بإيجاب أن الحكومة الإسرائيلية قد أبلغت موافقتها على عدد من مشاريع الأمين العام للأمم المتحدة للإنعاش، بما فيها مشروع الإسكان المتعثر في خان يونس، وتتطلع قدما إلى تنفيذها في وقت مبكر. وتشجب الرباعية إطلاق صاروخ من غزة أمس وتدعو إلى إنهاء العنف والإرهاب فورا وإلى احترام الهدوء. وتكرر الرباعية دعوتها إلى الإفراج فورا عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. 

وإدراكا منها لأهمية مبادرة السلام العربية، تتطلع الرباعية قدما إلى تعاون أوثق مع الأطراف المعنية والجامعة العربية، وتحث حكومات المنطقة على إبداء الدعم العلني لاستئناف المفاوضات الثنائية والدخول في حوار منظم منهجيا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، واتخاذ الخطوات الكفيلة بتبني علاقات إيجابية في المنطقة في سياق التقدم نحو السلام الشامل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و338 و1937 و1850 ومبادئ مدريد، بما في ذلك التوصل إلى اتفاقيات للسلام بين إسرائيل وسوريا وإسرائيل ولبنان.
وتلتزم الرباعية بالبقاء مشاركة بشكل نشاط على كل المسارات لتشجيع التقدم واستعراضه؛ وتلتزم بالاجتماع بانتظام وبتكليف المبعوثين بتكثيف تعاونهم والمحافظة على مداومة الاتصال مع لجنة الجامعة العربية المختصة بمبادرة السلام العربية ووضع توصيات لعمل الرباعية. 

وتؤكد الرباعية مجددا بياناتها السابقة وتؤيد، بالتشاور مع الأطراف المعنية، عقد مؤتمر دولي في موسكو في الوقت المناسب وبالتزامن مع المفاوضات المباشرة. 


منقول عن http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2010/March/20100319170141ssissirdilE0.2702143.html

No comments:

Post a Comment