Wednesday, September 8, 2010

كلينتون تفتتح محادثات الشرق الأوسط المباشرة

بقلم ميرل ديفيد كلرهالس


افتتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون، يوم الخميس 2 أيلول/سبتمبر، أول محادثات للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ نحو سنتين قائلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس: "أنتما وحدكما تستطيعان اتخاذ القرارات الضرورية للتوصل إلى اتفاق وضمان مستقبل سلمي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني."

وأضافت كلينتون قولها إن "الولايات المتحدة قد تعهدت من جانبها بتقديم دعمها التام لهذه المحادثات، وسنكون شريكا ناشطا ومستديما." وقالت: "نحن نؤمن... بأنكما قادران على النجاح. ونحن ندرك أن هذا يصب في المصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة."

واستطردت وزيرة الخارجية الأميركية تقول "لكننا لا نستطيع، ولن، نفرض حلا."

من الجدير بالذكر أن المحادثات بدأت في قاعة بنجامين فرانكلين المهيبة للمؤتمرات في مقر وزارة الخارجية في واشنطن. وكان نتنياهو وعباس والرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الأردن الملك عبد الله قد تناولوا طعام العشاء مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض مساء الأول من أيلول/سبتمبر. وحضر العشاء أيضا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بصفته ممثل رباعية سلام الشرق الأوسط التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة.

وألقى الرئيس أوباما كلمة قبل العشاء قال فيها موجها حديثه للقادة الحاضرين: "إن كلا منكم وريث صانعي السلام الذين تجرأوا بجسارة ... رجال دولة شهدوا العالم كما كان ولكنهم أيضاً تصوروا العالم كما ينبغي أن يكون."

وأضاف أوباما قوله "والآن يجب على كل واحد منا أن يتساءل، هل نملك الحكمة والشجاعة كي نسير على درب السلام؟" وقد اجتمع الرئيس أوباما خلال النهار وقبل بدء المباحثات على انفراد مع كل من نتنياهو وعباس ومبارك والملك عبد الله.

وكان الرئيس قد دعا كلا من مبارك والملك عبد الله لحضور افتتاح المحادثات تقديرا للدور الحاسم الذي أدياه في المساعدة على بدء المحادثات غير المباشرة وفي التوصل إلى بدء المحادثات المباشرة. وقال في هذا "لقد شكرت الرئيس المصري مبارك وجلالة الملك عبد الله عاهل الأردن على قيادتهما الثمينة وعلى تأييدهما الذي سيكون ضروريا للتقدم إلى الأمام." ووصف أوباما استمرار جهودهما دعماً لعملية السلام بأنه حيوي نظراً لأن الحل الخاص بالدولتين أساسي لسلامهما وأمنهما وللمنطقة والعالم.


وزيرة الخارجية كلينتون لدى افتتاح أول محادثات للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ نحو سنتين، محاطة برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني عباس، في مبنى وزارة الخارجية.وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق في كلمة له في البيت الأبيض في 1 أيلول/سبتمبر قائلا "وهكذا إذ نرى بوضوح التحديات التي تنتظرنا، كذلك نرى بجلاء أساس التقدم."

وأقرت كلينتون في كلمتها الافتتاحية مدى الصعوبة التي ستواجه الجانبين في المفاوضات، مشيرة إلى أنه ستكون هناك عوائق ونكسات كما حدث من قبل.

وأكدت أن "النجاح سيتطلب التحلي بالصبر والمثابرة والقيادة." بيد أنها أردفت أن من الممكن حل القضايا الجوهرية التي تواجه نتنياهو وعباس خلال سنة واحدة. المسائل الجوهرية التي ينبغي حلها في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تتضمن تقرير الحدود النهائية للدولة الفلسطينية، ومستقبل القدس، والمستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والمياه، والعلاقات في المستقبل بين الدولتين، وهو ما يشمل ضمانات أمن إسرائيل.

رد الزعيمين

تحدث نتنياهو عقب التصريحات الافتتاحية التي أدلت بها وزيرة الخارجية، ونظر إلى عباس قائلا "إنني أرى فيك شريكا في السعي من أجل السلام. وإننا معاً، نستطيع أن نقود شعبينا إلى مستقبل تاريخي قادر على أن يضع نهاية للمطالب والنزاع."

ورد عليه عباس بنبرة موزونة ومدروسة عن طريق المترجم قائلا: "إننا نبدأ من هنا من أجل التوصل إلى سلام ينهي النزاع ومن شأنه أن يلبي جميع المطالب ويبدأ عهداً جديداً بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي." غير أن الزعيمين اتفقا في تصريحاتهما مع وزيرة الخارجية على أن المفاوضات المقبلة سوف تكون صعبة وتتطلب تنازلات متبادلة من كلا الطرفين.

وتأتي هذه المفاوضات بعد فترة من المحادثات غير المباشرة، أو المتقاربة، التي بدأت في أيار/مايو الماضي، والتي أطلقها المبعوث الأميركي الخاص لسلام الشرق الأوسط جورج متشل. وعقب الجلسة الافتتاحية، عقدت كلينتون ونتنياهو وعباس اجتماعاً في خلوة بينهم.

وأبلغ متشل المراسلين الصحفيين في مؤتمر صحفي عقده لاحقا، أن الطرفين اتفقا على إجراء مباحثات إضافية في المنطقة خلال الفترة من 14 أيلول/سبتمبر الحالي إلى الخامس عشر منه وسيواصلان اجتماعاتهما مرة كل أسبوعين بعد ذلك. وأضاف المبعوث الخاص أنه وكلينتون سيحضران الاجتماع القادم.

وأوضح متشل أنه وكلينتون عقدا اجتماعاً خاصاً مع كل من نتنياهو وعباس دام ساعة ونصف الساعة بعد التصريحات الافتتاحية، وأن المحادثات كانت مثمرة وطويلة الأمد وهو ما يعكس المزاج البناء والإيجابي، على الرغم من أنه لم يقدم أي تفاصيل عما دار في المباحثات. ولفت انتباه المراسلين الصحفيين إلى أن نتنياهو وعباس يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات عديدة سواء في السياق السياسي أو الشخصي.


منقول عن:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2010/September/20100902170119x0.6686618.html?CP.rss=true

No comments:

Post a Comment