Wednesday, September 1, 2010

انتهاء المهمة القتالية في العراق

الطريقة الوحيدة لتحقيق الانتصار هي من خلال نجاحات الشعب العراقي. تلك هي جوهر رسالة الرئيس الأمريكي في خطابه ليلة أمس إلى الشعب الأمريكي الذي أعلن من خلاله انتهاء المهمة القتالية في العراق. لقد كانت بالفعل حربا صعبة على مدى سبعة سنوات ونصف تحولت من مهمة لنزع سلاح العراق إلى مهمة تهدف إلى مساندة الشعب العراقي في ديمقراطيته اليافعة ضد الإرهابيين والمخربين.

بغض النظر عن مواقف الناس المتباينة إلا أن الحرب في العراق لم تكن قط من أجل البترول كما أنها لم تكن لأغراض تأسيس المستوطنات الاستعمارية. لقد كانت معركة تهدف إلى هدف واحد وهو لترك العراق في وضع أفضل مما وجدناه عليه. لا أحد يريد التقليل من التكلفة والمعاناة ولكن التكلفة المالية تحملتها خزانة الولايات المتحدة بشكل أساسي. والعراقيون عانوا الكثير ولكن كانوا يعانون بصمت تحت وطأة حكم صدام حسين دون أن يعيرهم العالم أي اهتمام ولا حتى اعتراف بما كانوا يكابدوه من قهر وظلم. بالإضافة إلى ذلك فقد كان صدام يأخذ الشعب العراقي من حرب إلى أخرى – حربي إيران والكويت تتبادران إلى الخاطر. وذلك بالإضافة إلى الحرب الداخلية التي شنها ضد شعبه في الشمال والتي لم ينثني حتى عن استخدام الأسلحة الكيماوية.

أخيرا أصبح لدى العراقيين اليوم فرصة لتشكيل مستقبلهم؛ يجب عليهم استثمار هذه الفرصة. ففي نهاية المطاف نحن نشاطر العراقيين هدفهم لمستقبل مزدهر ومستقر وهو نفس الهدف الذي يشاركهم فيه العديد من الناس في المنطقة وحول العالم. ويبقى أن الارهابيين – تلك الشرذمة المدمرة – لديهم أهدافا مغايرة لمستقبل العراق؛ رؤيا تفوق حتى تلك السطوة والتجبر الذي مارسه صدام. هذه ليست نظرية افتراضية بل هي ما أعلن عنه الإرهابيون وما يعملون به ومن أجله. فهم لا يتقبلون إلا الانقياد الأعمى دون أي تشكيك أو مساءلة في حكمهم المطلق. وقد دللوا على أنهم غير رحيمين حتى على من ينتمون إليهم.

لن تتخلى الولايات المتحدة عن التزامها بمساندة العراق على تحقيق ما يصبوا إليه ولكن في النهاية فإن العراقيين هم من سيحدد الطريق إلى ذلك المستقبل الممكن وهم من سيبحروا في البحور العاتية للوصول إلى مرفأ الازدهار والمساواة والفرص.

No comments:

Post a Comment