Thursday, September 2, 2010

السلام: رياضة تشجيعية؟

أنا لا أستغرب ان آراء المحللين السياسين المخضرمين قد سادها التشاؤم بخصوص محادثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائليين والتي بدأت اليوم في واشنطن. بل أنني سأستعجب من أي تحليل لخبراء الشرق الأوسط المطلعين إذا عبروا عن كثير من التفاؤل. فالتاريخ وقف شاهدا ولمرات عديدة على بدايات متعثرة لسلام ينطلق في طريق طويل نحو حواجز الفشل. وأنا كغيري يساورني الشك ولكن صوت التفاؤل الفطري القاطن في أحشائي يزداد علوا ولا يمكن إسكاته.
لقد ساد التفاؤل ذلك اليوم وأنا أقود السيارة من واشنطن إلى أنابوليس لأشهد محادثات السلام حينها قبل بضعة سنوات. واليوم - من مكتبي وأنا أكتب هذه الأسطر على بعد خطوات من قاعة الاجتماع التي بدأ فيها الفلسطينيون والإسرائيليون إبحارهم في بحور مناقشات السلام الصعبة - أشعر بأن عملية السلام هذه تحمل في طياتها وعد بإنهاء الصراع ودعوة إلى بدء عهد جديد للسلام والإزدهار في الشرق الأوسط.

لربما اعتقدتم بأني ساذج ولكني أؤمن بأنه لو عم التفاؤل بيننا جميعا وقدمنا سوية يد العون لعملية السلام هذه فإن النجاح سيكون حليفا صلبا لسنين مقبلة من السلام والأمان. إذا لم نتعلم شيئا من السنين الماضية غير أن السلام ليس رياضة تشجيعية بل أنها عملية تشاركية تنادينا فردا فردا فذلك سيكفي. يجب على الجميع في الشرق الأوسط أن يساندوا هذه العملية كل من موقعه وبحسب طاقته. فلا يحتاج السلام لكثير من الجهد لتحقيق أدنى مستوياته (انعدام العنف) غير تهميش هؤلاء الذين ينادون للعنف.

المطالبة بالعنف ليست استراتيجية بل هي موقف شر وخطيئة ضد الرغبة في مستقبل أفضل يتطلع إليه بني البشر ،، مستقبل مشرق لهم ولأبنائهم.

No comments:

Post a Comment