كيف يمكن "الاختلاف في الرأي" دون أن "نفسد للود قضية"؟! أشاهد برنامج الجزيرة "حديث الثورة" قالت فيه إحدى الضيفات أن الأطراف المعارضة في مصر لا تعرف كيف تختلف في الرأي. أوكي؛ سمعنا نفس التعليق على الأقل كل ثالث خميس من كل شهر ولكن من الذي يعرف كيف يمكن أن نحافظ على "الود" او على الأقل أن يبقى الخلاف دون تراشق أو تقاتل؟! ماذا لو كان محور النقاش حول منطقية استنتاج الطرف الآخر ومشاركته في معلومات ربما غابت عنه. ماذا لو أخبر أحدنا مخاوفه أو شكوكه من رد الفعل المحتمل لدى الطرف الآخر. أعتقد أن مثل ذلك النوع من الحوار يؤدي إلى الثقة طالما احترم الطرفان الصدق واستخدام الكلمات الايجابية ولم "يشخصن" أي منهما النقاش ليصبح حول أعضاء الأمهات وأصول العائلة أو أدب النشأة. أتمنى أن نبدأ في حوار حول هذا الموضوع إن كان واحد منكم "ابن أبوه" أو "بنت أبوها"هههههههه هذه من جرد مزحة
Thursday, July 4, 2013
Wednesday, July 3, 2013
My Twitter
I’ve neglected my Twitter account for years. Not that I was
ever that active, except for a flurry of tweets pouring down like desert summer
rain. Lately though, I’ve decided to become more active since I’m trying to
stay connected to the medium of choice for dynamic Arab youth. I got my twitter
handle just insure its availability to me if and when I decide to use it,
@walidaj. Twitter is not an important communication platform in my circles here
in the U.S., so it was never that important to log on. In the beginning, as all
new toys demand, I gave it time and effort to figure it out and ended following
close to 2000 handles. Finding no value in following such a large number of
people I decided to trim the fat. I was advised by a number of experts not to “unfollow”
many people all at once, for fear of losing them as reciprocal followers.
Hmmmm, I have made up my mind to clean up my handle and follow only those I
really would like to hear from, including news sources throwing caution to the
wind.
I log on to my handle after multiple password tries;
cleaning your twitter as cleaning your room it doesn’t come easy, but it must
be done. To my surprise, I am following many Kuwaitis. It must be that many of
them have followed me. Don’t blame me, I did what everyone said was the thing
to do; if someone follows you, you should follow them back. I don’t think it’s
the norm these days though. I’m not sure why would they follow someone who
declares in his bio “A Saudi-American; born in Texas, raised in Saudi, now in
Washington.” I was upfront with people. I’ve noticed that national identity is
a primery part of most handles bio statement. In fact, it is such a pivotal
issue that some confirme that “my nation is a redline.” To be honest, I am not
sure what that means. Not to be rude, but are they saying that their weakness
is someone calling their nation out? Are they unable to respond to frivolous
claims if they arise? Or maybe, they refuse to open their eyes to see the
reality of their nation when others point out the facts on the ground?
Never mind, first on the list to unfollow are handles with
blank bios. If these people didn’t make the effort to introduce themselves,
then I can’t be blamed for unfollowing ghosts. After all, bios are their opportunity
to make a good first impression; a handshake if you will. Not having a bio says
that the person does not care - why should I? Besides, if they’re not willing
to take the time to introduce themselves, then why would I show them any courtesy?
Secondly, I will unfollow those who have fantastic over-the-top declaration of
love for nation, family, or others -such love doesn’t tell me much about them.
Most people love their country and family. But I will most enjoy unfollowing
cat lovers because I don’t like cats; they make me sneeze (digitally too). Finally,
I will unfollow those whose bios include sports or hobby interests. Why you
ask, because I don’t share their interest.
I have about 2,000 followers at this point. I would think
that after deleting most of them I will end up with less than 500. I have no
illusions that they are gripped by what I have to say; rather they would be
handles for those neglecting to revise and edit their follow list. Not to be
too cynical, but Twitter seems to me more like a high school-level popularity
contest. People do what they must to keep their numbers up. Their priority is for
the number of followers and Klout score, forgetting that Twitter offers a
medium for expression, information and engagement. So, dear readers, please
follow my handle @walidaj to help boost my Twitter self-esteem; and oh yeah,
cat lovers need not apply lol
Walid Jawad
Friday, April 19, 2013
تفجير ماراثون بوسطن
"حسافة" هي الكلمة الأصدق لما أحس به بعد تفجير ماراثون بوسطن بالرغم من زوبعة العواطف التي أخذتني فور سماعي للخبر من صدمة إلى عدم التصديق إلى الغضب وأخيرا إلى حزن ممزوج بألم. لقد شاركت من قبل في سباق ماراثون وكان من أهم التجارب التي مررت بها في حياتي. إصرار وعزيمة وتدريب يومي من أجل الحظي بلحظة النصر بالوصول إلى خط النهاية. أتذكر جيدا شريط الذكريات حتى تلك اللحظة الحاسمة وأنا على بعد حوالي 300 متر أنظر إلى قوس النهاية لسباق مارين كور ماراثون في واشنطن قبل عامين وكل ما كنت أسمعه هو هتاف المشجعين لي مع أن أحدا منهم لا يعرفني.
العديد من الناس أفرادا وعوائل يجدون في الماراثون مناسبة سعيدة لمشاركة آلاف من العدائين لحظة نجاحهم في قهر 42 كيلومترا من الجري. يقفون عند خط النهاية وعلى جانبي الطريق كشهود على عزيمة أشخاص عادين من أقارب وجيران وأصحاب وآخرين من سكان المدينة أو زائرين أتو ليستزيدوا من معين تلك النفس البشرية التي تقهر الصعاب وتذلل التحديات. أحد تلك العوائل يوم 15 إبريل كانت عائلة "رتشارد"؛ أب وأم وثلاثة أطفال أحدهم مارتن إبن الـ 8 أعوام. مشى مارتن في مسيرة السلام العام الماضي في شوارع بوسطن حاملا يافطة كتب عليها "لا لإيذاء الناس بعد الآن – سلام". في نفس الشوارع التي نادى فيها مطالبا بإيقاف إيذاء الناس وقع ضحية لشخص أو أشخاص لم يدق قلبهم بنبض الإنسانية بل فقط بالحقد والكراهية التي تتشفى بمآسي الآخرين.
من المقلق أن يكون المجرم الإرهابي الذي أقدم على تفجير الماراثون شخصا ذا أصول عربية أو عقيدة إسلامية. حينها تتحول الحسافة إلى غضب وتخبّط أتسائل فيه "ما الذي حدث لذلك الشخص ليقنع نفسه بأن هناك ما يعلل مثل تلك المذبحة؟!” حدث ذلك عدة مرات خلال السنوات الماضية وفي كل مرة تتحول الصدمة إلى صدمتين: صدمة من جراء العمل الإرهابي وأخرى حين تتكشف الحقيقة لنرى وجه الفاعل الذي يشارك الملايين منّا في أمريكا بأصوله العربية أو عقيدته الإسلامية. في فجر اليوم التالي لماراثون بوسطن بدأت وسائل الاعلام تداول خبر توجه الشرطة إلى شقة طالب سعودي للتفتيش والمساءلة. سقط قلبي إلى الأرض راجيا أن تُعلن التفاصيل عن خطأ الخبر كنتيجة تخبط المعلومات الأولية في معمة البحث عن خيوط الحقيقة في الساعات الأولى. كان لي ما تمنيت حين اتضح تعاون الطالب وزميله في الشقة ومن ثم تحديده كـ "شخص ذو أهمية"؛ أي على الأقل أنه ليس مشبوها أو متهما حتى ذلك الوقت.
الاستنتاج الأبسط بعد أن أعلنت السلطات بأن الطالب السعودي ليس متورطا في العمل الارهابي وأنه ضحية كغيره من المشجعين هو أنه إمّا أنه أقدم على تحركات مشبوهة جعلت السلطات تضعه في الاعتبار أو أن السلطات الأمريكية ترتاب في أي شخص بناءً على تمييز عنصري. تبيّن في نهاية الأمر أنه ليس أيا من الاثنين وأنها كان حالة كلاسيكية من "التواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ” كما تنص المقولة الأمريكية المشهورة. أتمنى أن لم تستثني السلطات الطالب السعودي في بحثها وأنها نظرت إلى كل شخص بعين المُسائلة ذاتها. وأتمنى أن يكون الطالب كغيره من عشرات الألاف من الطلاب السعوديين في أمريكا يضعون في الاعتبار الفوارق الإجتماعية والقانونية وأن لا يجلبوا إلى أنفسهم أي نوع من الاهتمام السلبي. يبقى أن تفجير المارثون لم يفرق بين أمريكي وسعودي ولا بين مسيحي أو يهودي أو ملحد أو بوذي أو مسلم فأصاب من أصاب وقتل من قتل دون تمييز. مازال العديد من الأبرياء في المستشفيات بعضهم قد بترت أرجلهم وآخرين لن يعودوا إلى حالهم التي كانوا عليها قبل ذلك اليوم كما هو حال عائلة رتشارد.
لم يقتل الطفل "مارتن رتشارد" فقط بل ترقد أمه في حالة خطيرة في المستشفى وكذلك أخته الصغرى التي بترت ساقها بسبب الضرر الذي لحقها من قوة الانفجار. الألم الجسدي أصاب قرابة المائتي شخص توفي منهم ثلاثة ولكن الجرح النفسي أصاب الولايات المتحدة وكل شخص في أرجاء المعمورة ممن أحس بالألم لما حدث في بوسطن. لا يوجد ما يبرر قتل البراءة باستهداف المواطنين في أي مكان على وجه الأرض. العبثية التي تعطي أي شخص الدافع لقتل الأبرياء بتعليلاتها المنحرفة هي تأكيد على قانون الغاب وهو قانون لا يوجد له مناصر في هذا العصر سوى من أصحاب السادية الدموية. أن يعطي أي إنسان لنفسه تصريحا أو إجازة ليحكم بإنهاء حياة إنسان فإنه يلعب دور الخالق وذلك دور أكبر من حجم أي بشر.
نشرت أولا في إيلاف 19 إبريل 2013
http://goo.gl/lVR1k
- See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2013/4/806657.html?entry=opinion#sthash.UexOyVP5.dpuf
Tuesday, February 5, 2013
إلى "سفانا"
استغرب أحدهم عندما قلت له أني ذاهب إلى مدينة "سفانا" في ولاية "جورجيا" في الجنوب الأمريكي. لم أستكثر عليه الاستغراب فما عسى أن يفعل السائح في تلك المدينة؟ بالطبع الكثير، فالمدن بحجم "سفانا" لها تاريخها ومعالمها. حتى وإن لم أكن أعرف عن مدينة "سفانا" سوى نهرها وسفنها البخارية ومعمارها الجميل الأثري من خلال الصور ومن خلال تاريخ الولاية التي تقع فيها المدينة وهي ولاية "جورجيا" كأحد ولايات الجنوب العميق التي حاربت الشمال في الحرب الأهلية الأمريكية في محاولتها في ذلك العهد للحفاظ على محركها الاقتصادي المعتمد على الزراعة بسواعد العبيد. فكان صدامها مع الشمال الذي وصل إلى استنتاج مفاده أن العبودية هي نظام مقيت لا يمكن لأي مجتمع إنساني أن يقبل به.
حين أعلن الكابتن استعدادنا للهبوط في مطار "سفانا هيلتون" نظرت من النافذة متأكدا أني سأرى بساطا أخضر مع أننا في فصل الشتاء مُعتقدا أن مناخ سفانا أقرب إلى الإستوائي بكثافة عشبية وحياة فطرية يغذيها نهرها الكبير. ربما كنت أرى بعين عقلي منظرا مقاربا لقصة "هكل باري فين" للكاتب مارك توين عن حياة صبي في الجنوب الأمريكي؛ شيئ من الفقر والتواضع والترابط مع الطبيعة حيث يعمل الناس بسواعد قوية في النهار ويستمتعون ببساطة الحياة في المساء. الواقع كان مختلفا بعض الشيئ خاصة أن الجو كان باردا بشكل إستثنائي ولكن الحياة البسطية التي تخيلتها كانت موجودة في المنطقة التاريخية في وسط "سفانا" العتيقة الساكنة بين المصانع العملاقة ومداخنها، والميناء التجاري ورافعاته، والمطار وشركات تصنيع الطائرات مثل "جيت ستريم".
ما إن وصلت حتى أخذت في المشي في المدينة القديمة أستنشق هواء الأطلنطي الصافي وعبق نهر سفانا العطر. قررت ليومي التالي أن أفعل كما يفعل كل سائح فطن بأخذ الـ "ترولي" ذلك الباص الخشبي البرتقالي اللون المطعم بالأخضر ذو الجرس النحاسي التقليدي لأستكشف المدينة، فأنا أفعل الكثير لكي أتجنب تحويل رحلتي السياحية إلى واجب منزلي يبدأ بقراءة ويكيبيديا وينتهي بكتابة ملخص عن المدينة ومعالمها. كنت قبل وصولي قد اختصرت الواجب المنزلي بمشاهدة بعض مقاطع "ترافل تشانل" قناة السياحة لحلقات عن "سفانا". نعم، اكتفيت حينها بمعلومات ضحلة عن المطاعم مطمئنا أنه حين أصل سيأتي وقت التعرف على المعالم السياحية حال توجهي إلى مركز السّواح للمدينة لأخذ الخرائط والمعلومات الأهم حول المعالم والأماكن التاريخية.
صعدت إلى الباص من المركز السياحي لمدينة "سفانا" أنظر إلى السياح الذين انضموا إلى الجولة. سائق الباص الذي هو دليلنا السياحي يشير إلى المعالم والأبنية والمجسمات ويخبرنا بتارخها. أتت المعلومات تباعا كلها تستحق المزيد من القراءة والبحث ولكن أهمها كان أن المدينة عُتقت من الحرق بنهاية الحرب الأهلية كغيرها من مدن الجنوب التي كان ينتصر عليها الجنرال "شيرمان". تقول الحكاية أنه عندما دخلها الجنرال وجدها أجمل من أي من مدن الجنوب التي انتصر عليها فعتقها من الحرق كهدية إلى الرئيس "إبراهام لينكون". بقي جمال المدينة التي صُممت على يد الجنرال "أوغولثورب" مبعوث التاج البريطاني قبل استقلال أمريكا على حالها كما كانت حين بنيت في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي؛ كانت رؤيته أن تكون المدينة لندنية في طابعها ولكن بكثير من الدفئ والترحيب فكانت حدائقها الـ ٢٤ الخضراء.
تابع الدليل في سرد قصصه والسائحون يصعدون وينزلون من ذلك الباص الخشبي في المحطات المتعاقبة. كلما ذكر الدليل معلومة جديدة أسمع السائحين يتحدثون معلقين عليها بلغات العالم. العجيب كانت أفواج من اللغات الشرق آسيوية بعضها ياباني والآخر صيني ولكن أغلبها كان كوري. ومع ذلك لم تكن كل اللغات التي سمعتها شرق آسيوية في نغماتها. اللغة الهندية كانت أكثر انتشارا فشاهدت عددا كبيرا للملاح الجنوب شرق آسيوية فكان الهنود ينتقلون كَوَحدات عائلية بأجيالها الثلاث: الأب والأم، والجد والجدة، ومجموعة من الأطفال. والأكثر من ذلك دهشة ليس ما شاهدته ولكن ما لم أشاهد أو أسمع وهي اللغة العربية أو أي شخص بملامح حنطية أو هيئة شرق أوسطية.
عاد إلى ذهني استغراب صديقنا أعلاه من زيارتي لـ "سفانا"، سألت نفسي إن كان يقتصر حب التاريخ واستذكار الماضي وتعديد المحاسن واستلهام الأجداد وتسلسل الحسب والنسب على كل ما هو عربي دون غيره؟ أدركت أن الآخرين قد أخذوا دون حرج من العروبة ما قدمته للإنسانية في عصرها الذهبي، بل زادوا عليها وحسنوا وطوروا ومن ثم أعادوه إلى معين الإنسانية. ولكن من بيننا من يستكبر أو يستعلي أو يستعف عن العلم والمعرفة. "سفانا" ليست مكانا بعينه - حتى وإن كانت كذلك في موقعها وتاريخها وبنيانها وسكانها - بل هي حالة عقلية، وجهة لفيض من المعارف والمعلومات. يجب أن تكون "سفانا" كل مكان لا نعرفة وفي كل علم لم نُتقنه وفي كل تاريخ لم نستذكره، فليذهب كل منّا إلى سفانا!
وليد جواد
سعودي أمريكي
منقولة عن إيلاف (تاريخ النشر 5 فبراير 2013) http://goo.gl/Z90xV
Thursday, December 20, 2012
يوم القيامة بتوقيت “المايون”
لا
يريد أيا منا -
كمؤمنين
بالكتب السماوية -
أن
نفكر ولو للحظة فيما لو تحققت نبوءة ثقافة
المايون التي تقول بأن العالم سينتهي
اليو 21
- 12 - 2012 ميلاديا.
بالطبع
البعض أو الأكثرية ستضحك إذا ذكرتها بذلك
اليوم ولكن ماذا سيحدث لو أن الأرض
دكت أوتارها وقال كل إنسان "مالها؟!"
وتأكد
الملأ بأن يوم القيامة لم يكن لإلاه محمد
ولا عيسى ولا موسى أو حتى إبراهيم وآدم.
ستهتز
الأرض اليوم فيقول أحدهم زلزال، وستمطر
السماء نارا فيقول البشر أنها نيازك
تستهدف الشياطين التي تسترق السمع، وستفيض
الأنهار والبحار فيقول الإنسان أن الجاذبية
الأرضية في حالة اختلال مؤقت، وستدك الجبال
فيقول المؤمن "لقد
آمنت بإلاه نني كاذب أين الإلاه الحق؟".
لن
تقوم القيامة في لحظة أو اثنتين بل ستستمر
"فعالياتها"
ليوم
على الأقل إن لم يكن يومين أو ثلاثة فالإله
الذي كذِب به كل شخص في العالم سوف يأخذ
وقته في التخويف والترهيب إلى أن يدرك الجميع أنهم راهنوا على
إله خاطئ. تبقى
المعضلة في أن دين أهل المايون لم يعد له
أتباع أو مؤمنين. لن
يبقى اليوم سوى الاتجاه في لحظة خاطفة
إلى أقرب كمبيوتر لينهل الشخص منها من
المعارف المتوفرة عن أهل المايون وإن لم يتوفر ذلك بسبب الزلازل التي أوقعت بوصلات نقل الانترنت فلن يجد الانسان تفصيلا كافيا عن ديانة أهل المايون يعطيه مفتاح الجنة إلا بأن يزور المكتبة التي لم تتخطى قدمه بابها
لسنين.
ليس
هناك من حاجة إلى معرفة التبويب والترقيم
المكتبي ففي يوم القيامة هذا سيفكر الجميع
بنفس الطريقة.
ما
على الشخص منا والذي يريد أن يعتق
نفسه من النار- كما يعتقد بناءً على ما جاء في كتب التوحيد - إلا
أن يفتح عينه فيجد أفواجا من الناس تتجه
إلى ذات الركن في المكتبة.
أحمد
ليس مختلفا عنهم.
فهو
يريد أن ينجو بنفسه من جحيم الآخرة وعقاب
المنتقم الجبار. دفع
كل من وقف أمامه حتى يصل إلى المقدمة فهذا يوم بألف يوم وليس هناك
مجال للمجاملات حتى يخلص نفسه من عذاب الآخرة.
كان
الجمع يركز على صوت خافت آتٍ من الأمام
"ومن
ثم يؤتى بها إلى حافة وادي وقوده خطايا
الإنسان فتعلق من أيديها وتكبل أرجلها
ويصلي الراهب إلى الرب ويغرس سكينه
المباركة في صدرها ليستمع إلى صرخات
الوفاء والبراء، إنه إله الأوفياء، حتى
تملاء السماء وفي لحظة يحل الصمت، إنها
ساعة البركة". ولكن
في هذه اللحظة العصيبة من صمت وخوف دوى سؤال "إيش
يعني هذا الكلام؟"
فقال
القارئي "ياخي
لازم نجيب وحدة عذراء ونروح بها لحافة
وادي ونشعل النار وبعدين نقتلها ونقدم
قلبها وهو لسه ينبض قربانا إلى الله
لعله يعتقنا من النار".
في لحظة واحدة ركض الجمع إلى الخارج ليصطادوا
فريستهم؛ بنت عذراء لم تتجاوز العشرين.
وجدوها
على بعد خطوات فاختطفوها متوجهين إلى
الثمامة خلف طعس التحدي.
صرخ
أحمد "جيبوا
حطب يا اهل الخير يجزاكم الجنة"،
لم يكذب مئات منهم فالجمع أصبح بالآلاف حينها وهو ينتقل إلى الصحراء رافعين على أعناقهم
تلك الفدية الصارخة المستنجدة.
بدأت
النار تشتعل، واللهب يدغدغ السماء. صمت الزلزال وامتنع السحاب عن كور النار.
الجميع
أدرك أن الساعة قد حانت فرددوا "يا
مغيث الجهلاء أغثنا،، يا غفور أنجدنا".
أتوا
بالسكين فأعطوه إلى أحمد فباركه في صدر الفدوة.
صرخت
صرختها الأخيرة فاهتزت الأرض من تحت
أقدامهم وانقلبت الرمال فدفنوا أحياء تحت أكوامها الكثيفة. في
لحظة وأختهى اختفى الحشد.
رفع
أحمد رأسه ونظر إلى من حوله من أموات من بين الأنقاض.
انتابه
خوف وألم وفر وهرب فوجد نفسه ينظر إلى
الأسفل إلى الموتى ،، كل المتوى ،، لم
يدرك ما يحدث. ركز
فوجد نفسه قتيلا بين الأشلاء؛ هرب إلى
أعلى ،،، وبقي يعلو ويعلو حتى تخطى السحاب.
لا
يعرف كيف يوقف نفسه ولكنه لم يرد أن يعود إلى منظر الجثث.
استسلم
إلى مصيره المتسارع ما بين السحاب.
وبنفس
السرعة التي وجد نفسه طائرا بين السحب
كان الصمت والهدوء.
لا
حراك ولا صوت ولا منظر أحس بنفسه معلقا بين الأرض والسماء.
السواد
في كل مكان. حاول
أن ينظر إلى أطرافه.
حرك
أصابعه أمام عينيه ولكنه لم يرى شيئا.
“إذن
أنت المؤمن الوحيد بي؟"
قال
الصوت. أجاب
بسرعة وتوجف "أنا
عبدك وإن ضللت عن الحقيقه سنين"
قالها
بشئ من الشك. “ماذا
فعلت حتى أقبل إيمانك؟"
قالها
الصوت بنبرة كبرياء وتحدي.
“لقد
قتلت من أجلك!”. استعجب
الصوت "ومن
قال لك أن تقتل؟!”.
لم
يجد ما يجيب به غير "كتابك
قال ذلك". كانت
لحظة صمت قال بعدها الصوت "حسنا،،
لو كان عفوي يشمل الغباء لوضعتك في الجنة"
قالها
بنبرة تحسر "ولكنك
والجهلة أتباعك آثرتم أن تتقربون إليّ
بأفعال حرمتها في كل كتبي وعلى ألسن كل
أنبيائي". لم
يجد أحمد غير "إن
نيتي صافية ومخلصة لك".
وقبل
أن يكمل قال الصوت "إن
كان قلة عقل الانسان عذرا لعفوت عنك وعنهم. ولكنكن
أنت وغيرك ممن يقتلون قد حكموا على بعض
مخلوقاتي بأنها ناقصة.
فهل
تعتقد بأن الكمال يسهوا علي حتى وإن لم
تعتقد بأنهم كاملين؟"
لم
تتوفر لأحمد حتى ولو كلمة فوجد نفسه يسقط
من السواد والهدوء الذي كان فيه إلى حيث
كانت الحفرة المستعرة في الأرض.
ما
كانت إلا ثواني حتى بدأ يتلوى ويحترق.
صرخ
صرخة بعد أخرى حتى أفاق من نومه ونظر إلى
ساعته فوجد أن ذلك يوم نهاية العالم
بالتقويم المايوي
Subscribe to:
Posts (Atom)