Tuesday, November 23, 2010

هيلين توماس عميدة صحفي البيت الأبيض

وليد جواد
GMT 8:33:00 2010 الثلائاء 23 نوفمبر


كانت ليلة من ليالي الف ليلة وليلة ؛؛ كنت في معية تلك المرأة التي استجوبت عشرة رؤساء أمريكيين ابتداءً بجون كينيدي وصولا إلى براك أوباما ؛؛ تلك المرأة التي وإن تباطأت خطواتها لم يتباطأ فكرها؛؛ صافحتها قبل بضعة أيام فابتَسَمَت مرحبة بي تلك التسعينة المفعمة بالحياة ؛؛ أخبرتها أن أفْضَالَها علي وعلى أجيالٍ من الصحفيين العرب الأمريكيين لا يمكننا تعدادها؛؛ قبّلت وجنتها فامتلأتُ فخرا ؛؛ وكان لي حظ ونصيب أن آخذ البركة في تلك الليلة من عميدة صحفي البيت الأبيض هيلين توماس Helen Thomas أو هيلين بنت جورج أنطونيوس الأمريكية المولد العربية الجذور.

في الثامن عشر من شهر نوفمبر الحالي (2010) كرمت المنظمة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز ADC هيلين توماس واحتفلت بإنجازاتها على مر حوالي ستة عقود من العمل الصحفي متخيطة حواجز الجنس كأول إمرأة تصبح عميدة مراسلي البيت الأبيض وأول إمرأة ترأس نادي الصحفيين الوطني،، وأول،، وأول،، وأول.

نبضات قلبي تتسارع في كل لقاء بيننا رغم أنني لم أكن أعرف عنها الكثير في أول مرة رأيتها. كان يوما صافيا،، دفئ شمسه غالبت برد نهاية فصل شتاء ذلك العالم 1997،، كنت حينها منتجا لأخبار MBC من واشنطن (قناة ANA في أمريكيا في حينها)،، وكانت هيلين تعمل لصالح يو بي أي UPI (تعود ملكية المنظمات الإعلامية الثلاث إلى مجموعة أرا القابضة في تلك المرحلة). كان علي في ذلك الصباح الذهاب إلى البيت الأبيض للتحضير للتقرير التلفزيوني. أخذت المصعد إلى بهو المبنى وكان فيه أحد منتجي الأخبار الإذاعية لـ UPI والذي كان يشكو من تراكم المهام لذلك اليوم فقد كان عليه التحضير للنشرة في الأستوديو وليس لديه مساعد أو مساعدة للذهاب إلى البيت الأبيض لإيصال بعض المعلومات لزميلتنا في البيت الأبيض. عرضت عليه أخذ الأوراق وإصالها:
-ما اسم المراسلة؟
دايف: إنها هيلين توماس
-عميدة صحفي البيت الأبيض؟
دايف: نعم! هل قابَلْتَها من قبل؟
-لا،، أنا لا أعرف هيأتها
دايف: سوف أطلب منها أن تقابلك عند مدخل الصحفيين إلى البيت الأبيض.

وبالفعل أعطاني الأوراق وتوجهت إلى البيت الأبيض. قابلتني هيلين عند البوابة فأعطيتها الأوراق؛ وبعد أن عرّفتها بنفسي سألت:
هيلين: هل أنت زميل جديد؟
-نعم! لقد انضممت إلى ANA قبل بضعة أشهر
هيلين: هل عملك يقتصر على الجمهور العربي؟
-ذلك صحيح
هيلين: حسن،، لقد تشرفت بالتعرف إليك
-بل الشرف لي سيدة توماس

وقبل أن تستدير لتذهب إلى مقعدها في صالة المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض ابتستمت وقالت باللغة العربية "شكرا". الحقيقة أني لا أذكر أني قلت شيئا في المقابل فقد لُجِم لساني فلم أكن أتوقع أنها تعرف أي كلمات عربية. فقد كانت هيلين توماس أسطورة أمريكية حققت الكثير من أجل المرأة في عالم الصحافة وكان ذلك كل ما أعرفه عن تلك المرأة التي كان من نصيبها طرح السؤال الأول في كل مؤتمر صحفي للبيت الأبيض. بعد انتهائي من اعداد التقرير المصور وإرسالة إلى MBC لندن؛ أخبرت أحد الزملاء بلقائي بهيلين وكيف أنها قالت كلمة "شكرا" باللغة العربية. أكد لي الزميل أن هيلين من أصول عربية وأن أباها من مدينة طرابلس اللبنانية. احترامي وإكباري لها تحول إلى فخر. أحسست حينها أن بإمكاني تحقيق أحلامي في المجال الإعلامي لأن الطريق إلى أصعب الأهداف – عميد صحفي البيت الأبيض – قد حققته إمرأة عربية أمريكية في شخص هيلين توماس.

أحني رأسي احتراما وتقديرا وإكبارا لتك الشمعة الوقادّة التي أنَارَت - وما زالت - لي ولغيري الدرب الإعلامي في واشنطن وأتمنى لها عمرا مديدا تملأه المزيد من الإنجازات. شكرا يا هيلين!


Tuesday, November 16, 2010

عشرون ثانية

الساعة السادسة والنصف مساء يوم الثلاثاء ...

أقف على السلالم المتحركة
        تنقلني إلى أسفل مدخل المترو
        إلى قطار المساء ...

أقف متأملا الدنيا تتحرك من حولي
        محطة المترو تأتي إليْ وأنا مكاني ...

عشرون ثانية من أعلى السلالم إلى الأسفل ،،

عشرون ثانية تهدأ فيها سكينتي ،،

عشرون ثانية يقف عقلي عن التفكير في العمل ،،

عشرون ثانية أتحول من موظف إلى رب أسرة ،،

عشرون ثانية ينتهي يومي ويبدأ مسائي ،،

عشرون ثانية إلى الملتقى في الصباح ،،