Sunday, July 21, 2013

الرحمة لك يا هيلين توماس

إنجازات هيلين توماس كثيرة ومبهرة للمرأة الأمريكية وللعمل الصحفي في الولايات المتحدة ولكن ليست هيلين صاحبة الانجازات ذات لقب عميدة صحافي البيت الأبيض هي التي عرفتها. لقد عرفت هيلين العربية الأمريكية ذات الضمير النابض بألم وويلات العرب والفلسطينيين خاصة. عرفت هيلين التي كانت دائما مستعدة لمد يد العون المهني لصحفي يخطوا أولى خطواته في واشنطن في منتصف التسعينيات. عرفت هيلين توماس التي لم تبخل بوقتها لكي تدفع الصحفيين العرب الأمريكين إلى الأمام في مجال يكتظ بالكفاءات المبهرة.

كنت في طريقي مع طاقم التصوير إلى البيت الأبيض كمنتج لأخبار MBC في واشنطن عندما إستوقفتني مذيعة الأخبار لوكالة UPI الشركة المملوكة كذلك لأرا لتطلب مني أخذ مظروف إلى هيلين توماس مراسلة الوكالة إلى البيت الأبيض. حينها كانت هيلين توماس إسم مخضرم ولكنني لم أهتم فالوكالة كانت تعج بأسماء صحفية كنت أسمع بها قبل مجيئي من السعودية إلى واشنطن. قابلتها هناك وأعطيتها المظروف فسألتني "هل أنت زميل جديد؟" قلت "نعم ولكن للجانب العربي في MBC" ابتسمت ثم قالت بالعربية "شكرا" لا أخفيكم أني صعقت حيث لم أكن أعلم شيئا عن أصولها العربية فالاسم ليس فيه أي دلالة.

سألت عنها فعلمت بفخرها بأصولها العربية والتزامها بمساءلة الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن سياساتها تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية المهمة. بدأت في التواصل معها بشكل دوري نناقش قرارات السياسة الأمريكية وننتقد بعض تواجهاتها ونأتي بخيارات أفضل. الحديث كان ينتهي دائما بانتقادها لسطوة اللوبي الصهيوني على قرارت أمريكا فيما يخص العالم العربي. لم أكن لأناقشها في ذلك احتراما لها ولمكانتها ولكني دائما كنت أسأل نفس الأسئلة التكميلية "ألا تعتقدين أن المشكلة ليست في سطوة اللوبي الصهيوني بل في مقدار ضعف اللوبي العربي؟ ألا تعتقدين أن اللوبي العربي دخل اللعبة السياسية حديثا وهو في طور فهم اللعبة السياسية؟ ألا تعتقدين بأن معظم الدول العربية لا يدرك أنها عندما تستعين بلوبي للتأكيد على مصلحتها الخاصة أنها في العادة تؤدي إلى إضعاف الدول العربية الأخرى؟"   

الإختلاف الفلسفي لم يكن ليفسد النقاش ولكني لم أكن لأتوقع بأنها مع مرور الوقت أنها سوف تفصح عن آرائها الشخصية اللاذعة ضد إسرائيل علانية ولأي شخص يسألها في قارعة الطريق. قوبل تعليقها الذي مفاده أن على الإسرائيلين العودة إلى الدول التي قدموا منها بكثير من الاستياء وبالفعل تقاعدت منهية حياتها الصحفية على وقع هذه "الخطيئة" في عام ٢٠١٠. مع الأسف ما زال الوضع قائما حتى اليوم. انتقاد إسرائيل بشكل "غير دبلماسي" سيعتبر معاداة للسامية ومن الصعوبة بمكان أن ينتقد أن شخص طموح إسرائيل دون أن يذوق العلقم. ليس لأن اللوبي الصهيوني له مقدرة خفية على معاقبة معاديه بل لأن اللوبي الصهيوني تمرّس منذ زمن بعيد في اللعبة السياسية الأمريكية. أدرك اللوبي أنه إذا رغب في التأثير على قرارات السياسة الأمريكية الخارجية فعليه أن يكون مؤثرا في السياسة الداخلية وخاصة في السباقات الانتخابية.

إغداق اللوبي الصهيوني بالمال على المرشحين الانتخابيين لا يأتي مشروطا ولكن من ذا الذي سيأخذ أموالا من مجموعة ضغط سياسي دون أن يفعل كل ما في وسعه على إسعاد "المستثمرين"؟! حتى وإن لم يستطع المرشح بعد فوزه بالمقعد السياسي أن يسعد اللوبي فلن يقوم اللوبي بمحاربة ذلك الشخص علانية بل يكفي بأن يمتنع عن "التبرع" المالي تجاه حملة إعادة انتخابه. ومن المرجح أن يستثمر اللوبي أمواله في غريمه أي المرشح الذي يأمل في الاطاحة به. لا يعتقد اللوبي الصهيوني بأن ما يدفعه من أموال هي استغفال لهم أو "ضحك على الذقون" وذلك ما على العرب أن يعوه. ذلك هو جوهر خلافي مع المرحومة هيلين: المشكلة هي فينا نحن ويجب أن نكون على قدر من الذكاء لأن ندرك بأن الحسد الذي نملكه تجاه نجاح اللوبي الصهيوني ماهو إلا خيار عديمي الحيلة.

لو أن هيلين توماس لم تشاركني أفكارها ولم تشجعني في عملي المهني ولم تنتقدني حين اعتقدت أني أخطأت الاختيار لكنت قد استسلمت عن العمل في المجال الإعلامي. رحمك الله يا هيلين ذات الشجاعة الأدبية والأخلاق النبيلة والضمير الحي لقد تركتينا دون بوصلة توجه أمريكا نحو الشرق.    

وليد جواد


نشرت أولا في إيلاف ٢١ يوليو ٢٠١٣
http://goo.gl/1ALOqY


Saturday, July 20, 2013

من يحب أمريكا؟!

مين يحب أمريكا؟! أنا ،، إنتَ ،، أو إنتِ؟ لا يوجد هيام ولا غرام عربي لأمريكا إذا كنا نتحدث عن السياسة الأمريكية ولكن صورة أو سمعة الشخص الأمريكي أمر مختلف. دراسة بيو جلوبال الأخيرة بحثت في صورة أمريكا العامة دون مفاجئات كبيرة. فالعالم العربي ممثلا في بضع دول أجريت فيها الدراسة منها مصر ولبنان والأردن تقترح أن النظرة العامة ربما تكون أقل إيجابية من دول أخرى ولكن هناك بعض المفاجئات الصغيرة فمثلا إثنان من كل ثلاث سنيين في لبنان لديهم انطباع إيجابي عن أمريكا مقابل واحد من كل عشرة لبنانيين شيعة.

إذا سألت نفس المجموعة من الناس قبل عدة أعوام عن رأيهم في أمريكا ستجد أن عددا أكبر منهم كان يستسيغ سياستها مع أن السياسة الأمريكية تحاول" بطريقة متخبطة" أن تفوز بود وحب العالم العربي. مع أن الإدارة الأمريكية تعلمت درسها مع الربيع العربي حين كانت تقف على السور لا تعرف إن كان في مصلحتها أن تؤيد الثورات أو أن تؤكد على ثقتها في الحكومات الدكتاتورية. سارعت في الجزء الثاني من الثورة المصرية - ٣٠ يونيو - بموقف أكثر وضوحا بالنسبة للعالم العربي رغم أنها تلقت الكثير من التساؤلات الداخلية لعدم وصف الثورة التكميلية بـ "الإنقلاب" خاصة وأنه كانت عسكرية. لا يمكن لموقف واحد إيجابي أن يغيير الصورة العامة الأمريكية مع أن موقفا واحدا سلبيا سؤدي حتما إلى موجه عارمة من الإستياء.  

لذلك لا توجد دلالات على أن صورة أمريكا ستتحسن في المستقبل القريب لدى العالم العربي مالم تتخذ قرارات سياسية مترادفة تلقى ارتياح المواطن العربي.  حتى الجهود التي يبذلها جون كيري وزير الخارجية لإعادة تفعيل الحوار الفلسطيني الإسرائيلي لن تكون كافية. فقد أصبحت القضية الفلسطينية قضية ثانوية لدى العرب في ظل عدم الاستقرار في العديد من الدول ذات الثقل النوعي كالعراق وسوريا ومصر. حتى وإن لم تكن فلسطين قضية ثانوية في الضمير العربي إلا أن القلة القليلة تؤمن بإمكانية الوصول إلى حل بخصوصها. لا أحد يعرف أبعاد الحل حتى وإن كانت حدود عام ٦٧ هي الأساس فواقع الحال لن يكون كذلك في نهاية الأمر؛ فهل يرضى العالم العربي بذلك؟ أم أن ما سيُرضي الفلسطينيين سيكون مقبولا لكي يتخطى العالم العربي ذلك الصراع؟ لا أعتقد لأن الفلسطينيين أنفسهم منقسمين حول أبعاد الحل.

من السهل أن أنتقد أمريكا من خلال هذه الدراسة ولكني أكن لها التقدير على شجاعتها في إجراء مثل تلك الدراسات والإعلان عنها. ليس هناك دول كثيرة تجرؤ على إجراء مثل تلك الدراسات العلنية. بل في الكثير منها هناك "دراسات" دائمة ومستدامة لمعرفة "نبض الشارع" لدى مواطنيها. بالطبع هؤلاء الباحثين "المؤهلين" القائمين على الدراسة يعملون في مباحث تلك الدول. والدراسات تكون سرية وفي حال احتاجوا إلى تعميق الدراسة فسيستعينون بأصحاب الرأي باستضافتهم في مقراتهم الفارهة.

إن لم أكن أحب أمريكا فإني أحب كل ما فيها من شجاعة علمية ورغبة في المعرفة وأخلاق البحث والاستكشاف وإصرار على جعل تلك المعلومات متوفرة للعالم. على أقل تقدير لم أكن لأكتب هذا المقال ولن تقرأه هنا لولا أن مشروع وزارة الدفاع الأمريكي لربط أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها مع بعضها البعض قد تطور ليصبح الإنترنت الذي نتواصل من خلاله بهذه السطور. ذلك ما أعجبني أما انتقادي فهو أنه بالرغم من أن دراسة مؤسسة بيو جلوبال حريّة بالتأمل إلا أنها تخطئ في النظر إلى العالم العربي بعدسة كبيرة واحدة خاصة وأن ما يفرّق العالم العربي أكثر مما يجمعه.

وليد جواد


نشر المقال أولا في إيلاف يوم ٢٠ يوليو ٢٠١٣
http://goo.gl/dbfeI

Saturday, July 13, 2013

Cleansing: Code Word for Evil


The U.S. Holocaust Museum located in Washington, DC, commemorates its 20th anniversary this week. It’s a somber occasion that demands reflection by everyone – not just Jews. Adolph Hitler’s reign of terror is beyond comprehension and forever changed the world’s community of Jews.

In fact, one could argue for, and point to evidence of, a lingering effect that still makes the holocaust a pertinent event today. But I am not writing today to commemorate the Holocaust Museum; I’m writing for reflection and to extract lessons that bind me with the rest of mankind in our collective quest for love, coexistence and tolerance.

The evil of genocide, such as the Holocaust, has touched so many people around the world and continues to do so. In Nazi Germany, Bosnia, Rwanda, Darfur, and many other genocides, the global community stood idly by, unwilling or unable, to intervene. The guilt is on our collective conscious. I presume that if we couldn’t change that evil with our hands, we should object verbally. If not, we must at least condemn it in silent prayers.

As much as I am angered by what happened to the Jews in Germany in the 1940s, I’m compelled to register my objections to what is happening to the Palestinian people today. The U.N. definition of genocide, according to its Convention on the Prevention and Punishment of the Crime of Genocide - Article II, in part, fits what Palestinians are experiencing at the hands of Israelis. The article reads, “Deliberately inflicting on the group conditions of life calculated to bring about its physical destruction in whole or in part,” but because I am not arguing against the Israelis (I’m advocating for peace), I will not go that far. But I will characterize it as a systematic effort of ethnic cleansing policies to eliminate ethnic Arabs as well as Muslim and Christian groups by forcible displacement, with the intent of creating a territory inhabited by Jews as a homogeneous and of pure ethnicity, religion, culture, and history.

The world, including Israelis (people and government), needs to reflect on the Holocaust in a different way, recognizing the similar evil imposed upon innocent people around the world and not to assign blame or identify enemies, but rather to rid oneself from insecurities, fears, and doubt by joining calls for humanity. We must recognize that in order for evil to end, those primitive concepts of fear of the other, vengeance, and retribution, must give way to logic, good will and hope.

Hitler must cease to be reincarnated in the form of behaviors entrenched in actions for survival, justice or historic rights, be it for Israelis, Palestinians or other groups around the world. Our roll as individuals is to question those who offer options that target and/or hurt ethnic or religious groups wherever they may be.


Wednesday, July 10, 2013

مصر والإسلاميون

حدد موقفك تجاه مصر؛ هل أنت إسلامي من أهل السنة والجماعة أم أنك علماني من إخوان الشياطين؟ حدد موقفك؛ هل أنت مع الديمقراطية تعترض على خلع محمد مرسي أم مع الغوغاء وحكم العسكر؟ حدد موقفك؛ هل أنت مع النظام والاستقرار أم أنك ترفع شعار المدنية فقط عندما ستكون في السلطة؟ أسئلة بسيطة الإجابة البسيطة لها على التوالي: إسلامي، ديمقراطي، مدني. ولكن الوضع في مصر ليس ببساطة تلك الأسئلة. الخيار ليس بين شرع الله والكفر أو بين المدنية والدكتاتورية بل بين من يريد أن يحكم باسم الديمقراطية والمدنية لإقصاء كل من لا يتبع نهج الإخوان وبين المبدأ الأساسي للحكم الديمقراطي وهو حكم الشعب لنفسه وليس حكم رئيس لأقليلة تابعة له.


فقط عندما يسود حكم الأغلبية وتضمن حقوق الأقلية يكون الاستقرار. حينها تكون الخلافات والتنافس السياسي بهارات تعطي الشعب المصري فرصه تذوق ما صنعته يداه في ٢٥ يناير. لا مكان لفكر أيدلوجي استثنائي إقصائي في دولة مدنية حتى وإن لبس قادتها ثوب الديمقراطية. إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتخب محمد مرسي هي أخف الأضرار التي كان من الممكن لمصر أن تعاني منها. في يوم اعلان انتخاب مرسي أصبح السؤال "متى" ستسقط مصر في حفرة الصراع الطائفي أو حرب أهلية وليس "هل" ستسقط مصر في معارك استنزافية.  


الديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها بل طريق وطريقة لا تنتهي من التحسين والتعديل المستمر. حياة أي دولة (غير الدول الفاشلة) في تطور وتحول مستمر. التصور الإسلام السياسي لا يوفر أي رؤيا مستقبلية أكثر تطورا أو أحسن حالا من الوضع القائم بل دائما تريد أن تقود شعوبها إلى الوراء ،، إلى ما قبل ١٤٠٠ عام. إن كان هدف أي مجموعة هو هدف ديني فلماذا لا يكونون قدوة ويرينونا الدرب بالابتعاد عن وحل السياسة وبالتمسك بالروحانيات. لا ننسى أن الفراغ الروحاني يقودنا إلى البحث عنما يملؤه في صباحنا ومسائنا. الاسلام الذي يفرض نفسه بحد السيف أو لوي الأذرع أو بالتغرير والترهيب لا يمكن أن يؤدي بأي شعب إلا إلى الصراع التكفيري.


أتمنى من قوى المعارضة أن تشمر عن سواعدها لتأخذ مسؤولية قدرها بنفسها فليس هناك مكان في السياسة للمترددين والمتوجفين الذين لا يملكون رؤيا مستقبلية للبلد وليس لديهم أدواة القيادة أو القدرة على إقناع شعبهم والتجاوب لمطالبهم. هذه الأدوات السياسية الأساسية قد ظهرت في ميدان التحرير على لسان قادة الثورة.


حتى وإن تغلب الغضب على الحكمة والعقلانية فأنا متأكد من أن جميع الأطراف تدرك أن العنف لن يؤدي إلى نصرة أي الأطراف؛ عسى أن تبقى دماء المصريين معصومة!



الرابط لنسخة المقال المنشورة على موقع إيلاف http://goo.gl/nNt9N

Monday, July 8, 2013

I Deny the Charges

We all get parking tickets; at least that is what I tell myself (luckily for you Saudi women you don’t have to deal with that headache; just the headache of hiring a driver, buying a car and keeping it in running order although you’re not offered to do any of that yourselves). Most of you who had the chance to visit the U.S. know that you pay for street parking just about anywhere you go. Not only that, but you have to make sure to read all the different posted signs regulating the length of time your allowed to park in that zone and which hours of the day are permissible.

Not too long ago, I got back to my parked car, at 7th and Independence avenue in Washington DC, to find a $100 parking ticket for a “no parking during rush hour.” I was baffled as the GREEN sign said “9:30am – 10pm”. Upon further examination, I found a red sign saying no parking “4pm – 6:30pm.” Needless to say I wanted to challenge the ticket for posting conflicting regulations, of which I was a victim.

The ticket’s instructions included a “Walk-In” hearing option. So I went to the DC Court building the very next day. I thought that I will get a chance to talk to the Department of Motor Vehicle representative first to show him/her the picture I took of the sign to resolve the issue without the need for a hearing. My impression was inline with my only other ticket appeal, which was in Saudi 20 years ago or so. At the time, I had to go to “Al-Muroor” to talked to a police Captain who promptly discounted it by 50% without even hearing my complete explanation. The system in the U.S. is a bit different.

I walked into the courthouse and was given a number. After a while the number was called with 5 others. We were asked to go to hearing room #1147. Upon the administrative judges explanation of the proceedings he asked us to raise our right hand to take the oath. Afterwards when I was called, just like the movies, I was asked to state my name and address. My hearing was the second of the group. The Judge had questions about the facts of “case,” then asked whether I accept, deny, or “not contest” the ticket. I promptly said “I deny” with a chest filled with pride and confidence (after all how many times do you get to make such a declaration without being in hot water?) After providing the picture of the sign with my car in the background the judge dismissed the ticket requesting a physical copy of the picture to process the papers (I dropped it off a day later).

I’m glad that I took the time to challenge the system. I appreciate a system where the “burden of proof” is on the government. As I walked out of the courthouse I was grateful that I did NOT needed vitamin “Waw/wasta.” I also was happy not to have been made to feel like someone was doing me a favor as they do their job.

Justice was served.


Walid A. Jawad

Friday, July 5, 2013

الأميرة ذات الذيل المعدول

أوقفت السيارة وأخذت نفسا عميقا. نظرت إليها اسأل باحثا عن الطمأنينة "هل سنجدها اليوم؟" ابتسمت في وجهي ،، مدت يدها لتشد على يدي. مشينا نحو الباب الزجاجي ،، انفتح الباب الأوتوماتيكي وحده قائلا "مرحبا" ،، هل الأبواب تتحدث أم أن الأمل أحيا الجماد  ،، كلا فالباب يفتح لكل من يقترب منه ولكني أرفض ذلك ،، أريد للباب أن يرحب بي ،، أن يقول "مرحبا" اليوم. لم تكن تلك المرة الأولى التي أقبل فيها على ذلك الباب ولكنها المرة الأولى التي كان بيننا ذلك الحديث ،، إنه اليأس.

في أول مرة كانت روحي تضحك معها حين أدركنا أنها ربما ستكون هناك ،، أنها ربما ستهل وستضيئ يومنا وغدنا. لم أستطع في ذلك اليوم الذي أدركنا فيها الفرصة أن أتحمل إشارات المرور. كانت الإشارة الحمراء متململة على حسابي. كيف ذلك وكنت أقف عندها كل يوم على مر سنين؟ أحدق النظر آمرا أن تتحول إلى الأخضر ،، كي أسرع إليها ،، لم أكن لأتحمل لو أني تأخرت. "آه؛ المعذرة مستر لقد كانت هنا بكل الأوصاف التي ذكرتها - حظا أفضل في المرة القادمة" كانت هي العبارة التي أخاف سماعها. لم يقلها أحد يومها ولكن خيالي الشيطاني كان يكررها. أعلم أنه كان يقهقه في كل مرة ينبض قلبي متوجفا سماع مثل تلك الجملة.

تحولت الاشارة إلى الخضراء ،، أسرعت وكأني في سباق مع كل من حولي ،، رغم أن كلا منهم له وجهة ومغزى غير وجهتي ،، وبالتأكيد غير المغزى. فمن يعرف بأني أبحث عن الأميرة؟!؟! أوقفت السيارة ونزلت مسرعا ممسكا بيدها ،، لا بل أقودها من يدها. ضحكاتي متوترة وضحكاتها متفائلة. فتح الباب من على بعد خطوات ،، هرولنا.

سألت عند الاستعلامات "هل وصلوا أم أن هناك تأخير؟" قلتها بصوت الأمل المرتع، قال "لقد تأخرت فلم يبقى إلا قلة منهم". حاورت القدر "إن كانت من ضمنهم فأنا متأكد أني سأراها ،، أليس كذلك؟"  لم أكن أدرك أن لساني فضح حواري مع القدر. أجابتني "بالتأكيد إن كان هو المكتوب". لم يعجبني قولها ،، تركت يدها ومشيت أمامها لكي أرى الوجوه لعل الأميرة تكون من بينهم ،، سبحت عينايا أنظر صوبهم ،، حتى آخرهم ،، ولكنها لم تكن من بينهم.

يوم الخميس كان الموعد الأسبوعي ،، أسبوعا بعد أسبوع. أذهب وتذهب معي. في الأسابيع الثلاث الأول كان التفاؤل عن يميني يساندني رغم مراوغة القدر. الأسابع الخمس التالية كان التشاؤم تاج حط بثقله على رأسي. ومن بعدها أسابيع التساؤل والشك سبعة يتكرر في ذهني صوت يقول "لن أراها ولن تراني"، ولكن الخوف من ضياع الفرصة فرض نفسه علي فذهبت كل خميس. استمر الحال فصلا ،، استبدلت الأشجار خضارها ببراعم عارية ،، كانت دنيايا ملونة بأوراق خضراء وعصافير وأطياف فأصبحت دون لون ولا روح.

الشيخ الملتحي بالبياض نفث بزفيره فكان شتاءً قارصا قبل الأوان. لم أتخاذل ،، "إنه الخميس، لنذهب" قلتها بتململ وأنا أضع الجاكيت الثقيل كدرع أواجه فيه معركة الخروج من المنزل ،، لم يعد يدفعني الأمل ولا يحثني التشاؤم ولا حتى الشك ،، الآن هي العادة. العادة التي ألغت الفكر وأنهت الرغبات والأحاسيس فأجدني كما الباب الأوتوماتيكي أركب السيارة كل خميس كطواف العبادة.

لقد أصبح الذهاب كل خميس أهم الطقوس الروحانية ،، لا أعلم لماذا ألتزم به ،، لا أعلم إن كان من ورائه منفعة ،، لا أعلم إن كان واجبا علي أن أفعله أو أني أسبح في أوهام الأمل أو أني أراوغ شبح الخوف وضياع الفرصة ،، لا أدري. لعلي لم أرغب في أن أستسلم. فإذا استسلمت لن أعرف إن كان القدر قد أراد لي أن أجدها ولكني لم أفعل أم أن القدر هو الذي يدفعني دون قرار مني ،، قررت للقدر أن يؤكد لقاءنا. قمت من قعود مستعدا لأداء الواجب الأسبوع ولك في هذه المرة قالت "لن أذهب معك فأنت تنتظر وهما لن يأتي". لم أجرؤ على قول كلمة ولا أن أظهر عدم الرضا ،، اعتقدت للحظة أن أمثّل دور الغاضب ،، لكي أؤكد أني مازلت مؤمنا ،، أني ما زلت متشبثا ،، أني مازلت ملتزما بهذه المهمة التي بدأنها سويا ،، ولكن ذلك ظلم لها زيادة على الظلم الذي أكتسبه كل خميس.

بدأ الغضب يجري في عروقي "كيف تجرؤ أن تحلق معي في حلمنا المشتر ،، ترفعني معها وفي لحظة غير متوقعة تتركني أسقط وحدي؟! ،، يا لها من عاهرة!" ،، الشرور أنواع ولكن في حينها لم أدرك أني كنت أرغب في أن أجد الأميرة نكاية بشريكتي وليس من أجل شراكتنا ،، أشعر بالأسى نحو ذلك الشخص الذي جسّدته في تلك اللحظة الصبيانية. أوقفت السيارة كما هي العادة ،، انفتح الباب ،، فتحت فمي عند الاستعلام وقبل أن أسأل سؤالي المعتاد "توقيتك جيد هذه المرة" قالها بابتسامة "أعتقد أنك ستجد من تبحث عنها اليوم!" ركضت إلى الداخل. لم أعاينها من أول وهلة ،، نظرت مرة أخرى ،، ركزت ،، أيقنت أنها هي ولكن هناك حاجز بيني وبينها.  

هي لا تعرفني ،، فلم نلتقي من قبل ولكني أعرف أنها هي ،، لا أستطيع تأكيد ذلك إلا بقلبي. عدت مسرعا إلى كاونتر الاستعلام "لقد رأيتها" قلتها بصوت مرتفع وتابعت "أريدك أن تأخذني إليها كي أقابلها" قام من مقعده ومشى من حول الكاونتر ليخرج إلي "أخيرا سأتخلص منك ومن موعدك الأسبوعي" قال مازحا. تابعت المشي خلفه إلى منطقة ما بعد الحاجز ،، اقتربت مؤكدا "أخيرا أقابلك ،، لقد أتيت هنا كل خميس مستبشرا بلقائك!!" كانت باردة في ردها ،، بقيت محدقة النظر في وجهي كأنها تقول "من هذا الغريب؟"

نظر نحوي رجل الاستعلامات "لا تحزن فسعادتنا في اللقاء في بعض الأحيان تقابل بعدم الاكتراث" ،، نظرت إليه مكسورا "ولكني انتظرت هذه اللحظة منذ أشهر" ،، أدرك أن عليه أن يواسيني ويقول كلمات تشجعني "حتى وإن كانت أميرة فهي كلبة لم ترغب بها العائلة التي كانت تملكها ،، أشكرك على تبنيها من ملجأ الكلاب والقطط" ،، ابتسمت "نعم فضلت أن أنقذ كلبة على أن أشتري واحدة" ،، وضع يده على كتفي وقال "لا تصدق من يقول أن ذيل الكلب عمره ما ينعدل ،، سوف تجد هذه الأميرة سعيدة بقدومك وتحزن لذهابك بعد أن تصبح كلبة المنزل"

وليد جواد

Thursday, July 4, 2013

الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

كيف يمكن "الاختلاف في الرأي" دون أن "نفسد للود قضية"؟! أشاهد برنامج الجزيرة "حديث الثورة" قالت فيه إحدى الضيفات أن الأطراف المعارضة في مصر لا تعرف كيف تختلف في الرأي. أوكي؛ سمعنا نفس التعليق على الأقل كل ثالث خميس من كل شهر ولكن من الذي يعرف كيف يمكن أن نحافظ على "الود" او على الأقل أن يبقى الخلاف دون تراشق أو تقاتل؟! ماذا لو كان محور النقاش حول منطقية استنتاج الطرف الآخر ومشاركته في معلومات ربما غابت عنه. ماذا لو أخبر أحدنا مخاوفه أو شكوكه من رد الفعل المحتمل لدى الطرف الآخر. أعتقد أن مثل ذلك النوع من الحوار يؤدي إلى الثقة طالما احترم الطرفان الصدق واستخدام الكلمات الايجابية ولم "يشخصن" أي منهما النقاش ليصبح حول أعضاء الأمهات وأصول العائلة أو أدب النشأة. أتمنى أن نبدأ في حوار حول هذا الموضوع إن كان واحد منكم "ابن أبوه" أو "بنت أبوها"هههههههه هذه من جرد مزحة

Wednesday, July 3, 2013

My Twitter

I’ve neglected my Twitter account for years. Not that I was ever that active, except for a flurry of tweets pouring down like desert summer rain. Lately though, I’ve decided to become more active since I’m trying to stay connected to the medium of choice for dynamic Arab youth. I got my twitter handle just insure its availability to me if and when I decide to use it, @walidaj. Twitter is not an important communication platform in my circles here in the U.S., so it was never that important to log on. In the beginning, as all new toys demand, I gave it time and effort to figure it out and ended following close to 2000 handles. Finding no value in following such a large number of people I decided to trim the fat. I was advised by a number of experts not to “unfollow” many people all at once, for fear of losing them as reciprocal followers. Hmmmm, I have made up my mind to clean up my handle and follow only those I really would like to hear from, including news sources throwing caution to the wind.

I log on to my handle after multiple password tries; cleaning your twitter as cleaning your room it doesn’t come easy, but it must be done. To my surprise, I am following many Kuwaitis. It must be that many of them have followed me. Don’t blame me, I did what everyone said was the thing to do; if someone follows you, you should follow them back. I don’t think it’s the norm these days though. I’m not sure why would they follow someone who declares in his bio “A Saudi-American; born in Texas, raised in Saudi, now in Washington.” I was upfront with people. I’ve noticed that national identity is a primery part of most handles bio statement. In fact, it is such a pivotal issue that some confirme that “my nation is a redline.” To be honest, I am not sure what that means. Not to be rude, but are they saying that their weakness is someone calling their nation out? Are they unable to respond to frivolous claims if they arise? Or maybe, they refuse to open their eyes to see the reality of their nation when others point out the facts on the ground?

Never mind, first on the list to unfollow are handles with blank bios. If these people didn’t make the effort to introduce themselves, then I can’t be blamed for unfollowing ghosts. After all, bios are their opportunity to make a good first impression; a handshake if you will. Not having a bio says that the person does not care - why should I? Besides, if they’re not willing to take the time to introduce themselves, then why would I show them any courtesy? Secondly, I will unfollow those who have fantastic over-the-top declaration of love for nation, family, or others -such love doesn’t tell me much about them. Most people love their country and family. But I will most enjoy unfollowing cat lovers because I don’t like cats; they make me sneeze (digitally too). Finally, I will unfollow those whose bios include sports or hobby interests. Why you ask, because I don’t share their interest.

I have about 2,000 followers at this point. I would think that after deleting most of them I will end up with less than 500. I have no illusions that they are gripped by what I have to say; rather they would be handles for those neglecting to revise and edit their follow list. Not to be too cynical, but Twitter seems to me more like a high school-level popularity contest. People do what they must to keep their numbers up. Their priority is for the number of followers and Klout score, forgetting that Twitter offers a medium for expression, information and engagement. So, dear readers, please follow my handle @walidaj to help boost my Twitter self-esteem; and oh yeah, cat lovers need not apply lol

Walid Jawad