Friday, September 24, 2010

بصفتي الشخصية

لقد تشرفت بالتواصل مع العالم العربي من خلال كتاباتي نيابة عن الولايات المتحدة كممثل لوزارة الخارجية من خلال فريق التواصل الإلكتروني على مدى حوالي أربع سنوات. كان الهدف من وراء قبولي بالمساهمة في تأسيس هذه الوحدة ككبير أعضاء الفريق نابع من هويتي المزدوجة؛ عربية الجذور أمريكية الولادة. علمت منذ زمن بعيد أن هناك فجوة كبيرة بين وجهة نظر العالم العربي الخاصة بالولايات المتحدة وبين نظرة أمريكا إلى العالم العربي، وأيقنت في ذات الوقت أن قائمة الإختلاف معظمها يعتمد على ردود الأفعال لأحداث مؤقتة أو بيانات آنية وليس على أساس الجوهر والمضمون والثوابت الإنسانية التي تجمع الشعوب العربية والشعب الأمريكي.

لقد أخذت على عاتقي منذ إدراكي لتلك الفجوة العمل على إخبار الطرفين بمواطن الاختلاف وبإعلامهما بعناصر التشابه كي لا يُصدر أي منهما حكما جاهلا بحق الآخر. ومع أن ذلك يبدو وكأنه هدف صعب المنال - أو حتى أنه مستحيل - إلا أنني رفضت أن أنهزم دون أن أحاول. فنتائج الظن الآثم بين الإثنين أدّت وتؤدي إلى عواقب وخيمة يعاني منها الشعبان بل المجتمع الدولي بشكل أو بآخر. لا حاجة لي إلى سرد الوقائع التي حدثت في تاريخنا المعاصر فالكل يعرفها؛ ولكن ما لا يتفق عليه الجميع هو المسببات والنوايا والقصد من وراء الأفعال والقرارات والتصريحات.

يوما بعد يوم خلال السنوات القليلة الماضية حاولت شرح مواقف الولايات المتحدة كما هي وبلغة واضحة ومباشرة. كنت أصبو إلى طرح المسببات والنتائج حتى يستطيع القارئ اصدار حكم أقرب إلى الواقع بعيدا عن الإفتراضات والنظريات المضلّلة. فوجهات النظر التي لا ترتكز على الحقائق تؤدي إلى تهميش صاحبها فيموت صوته دون أسوار الواقع والمنطق. إن عملي في وزارة الخارجية الأمريكية أكد لي ما كنت أعلمه قبل انضمامي إليها، فقد شاهدت خلال عملي الإعلامي على مدى سنواتي العشر في واشنطن كمراسل إخباري أن صناع القرار في الحكومات الأمريكية المتعاقبة يضعون في الحسبان الآراء المنطقية ووجهات النظر الموزونة التي تعبر عن نفسها بلغة واضحة آخذة في الإعتبار الواقع – بقيوده وفرصه – وتلك الاقتراحات التي تطرح خارطة عملية لتحقيق ما هو ممكن.

هناك من وضع علامة استفهام أمام خيار توضيح المواقف الأمريكية من خلال موقعي في الخارجية الأمريكية وطالبني ببذل جهد مقابل لشرح العالم العربي لصناع القرار الأمريكيين، إليهم أقول أن شرح حقيقة العالم العربي لصناع القرار الأمريكيين يتم بطريقتين؛ الأولى: من خلال النشاط السياسي والإجتماعي والذي تقوم به مجموعة من المنظمات العربية الأمريكية؛ فالعرب الأمريكييون هم جزء من النسيج الأمريكي ولهم وجود في كل مكان. وكذلك من خلال تلك التصريحات والآراء التي تعبر المحيط عبر أثير القنوات الفضائية والإنترنت. ثانيا: من خلال العارفين والمهتمين بالعالم العربي كل من موقعه وبشكل شخصي. ولكن يجب في المقابل على العالم العربي أن يوصل فكره بمنطق سديد إلى الولايات المتحدة حتى تكتمل المعادلة. فلا يمكن لآراء العرب الأمريكيين أن تكون مؤثرة إذا تعارضت مع الواقع العربي خاصة حينما يتغلب الصراخ على الحكمة وعندما يستخدم أصحاب الآراء الهدامة "الفيتو" ضد المفكرين العرب الهامسين بلغة العقل والمنطق. بالإضافة إلى أن آراء العرب الأمريكيين ووجهات نظرهم لن تتطابق بالضرورة مع آراء العالم العربي.

ولا أنسى أن أذكّر بأن العرب الأمريكيين ليسوا وحدهم الراغبين في علاقات طيبة بين أمريكيا والعالم العربي؛ بل هناك أعداد لا تحصى من المصرّين على علاقات الود بين الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي بما فيه العالمين العربي والإسلامي. فإن كان انطباعك أن غالبية الشعب الأمريكي هو شعب محب للسلام في أساسه أو أنه شعب يرغب في تجنب العداواة؛ فستكون محقا في ذلك بشكل عام. وإذا كان انطباعك أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة تتحرك من رغبة عدائية تجاه كل من يهدد مصالحا؛ فإنك لن تكون محقا في استنتاجك بشكل كامل. فالولايات المتحدة تعادي من يتهجم أو يهدد مصالحها (وذلك حال جميع الدول) ولكن في نفس الوقت فإن المصلحة الوطنية الأمريكية تعتمد على علاقة إيجابية وديناميكية حول المصالح المشتركة مع أعضاء المجتمع الدولي. إذن؛ هناك حاجة ملحة لإدراك هذه الحقيقة والعمل من أجل إيجاد نقاط التوافق لهذه المعادلة. فالإساءة – كل الإساءة – أن تتوفر أساسيات المصلحة المشتركة بين الإثنين وأن يرفضها البعض مستبدلينها بسراب لا وجود له إلا في عاطفة مجروحة أو منطق مخدوع.

لا أريد أن أثقل عليكم بكتابة مطولة ولكني أريد أن أخبركم بأني سوف أنتقل إلى المساهمة في تأسيس وحدة أخرى جديدة في مكتب الدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية الأمريكية ومع ذلك سأتابع الكتابة ولكن بصفتي الشخصية حول أوضاع الولايات المتحدة وقرارات إدارتها. أرجو أن لا تبخلوا عليّ بآرائكم ونصائحكم فصوت المنطق يجب أن يدوي في هذا الفضاء الإلكتروني.

وليد جواد - ممثل سابق لوزارة الخارجية الأمريكية
walidaj@hotmail.com

Monday, September 13, 2010

أوباما بمناسبة عيد الفطر

بيان أوباما بمناسبة عيد الفطر

في الوقت الذي تحل فيه نهاية شهر رمضان، يطيب لنا شخصياً مشال وأنا أن نتقدم بأطيب التمنيات إلى المسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم بمناسبة عيد الفطر. إن عيد الفطر بالنسبة للمسلمين في شتى أنحاء العالم هو إيذان بنهاية شهر فضيل من الصوم والصلوات، وهو وقت للتأمل والتفكر والتركيز على القيم التي يتشارك فيها المسلمون مع أتباع الديانات الأخرى – أعمال الخير والإحسان، والعمل الاجتماعي، والتعاون والتراحم والتعاطف. ويمثل عيد هذا العام مناسبة للتفكر في أهمية التسامح الديني وللتعرف على الدور الإيجابي الذي تلعبه الجاليات الدينية من جميع المعتقدات، بمن فيها المسلمون، في الحياة الأميركية.

وفي هذا العيد، يتذكر الكثيرون حول العالم أولئك الذين دمرتهم الفيضانات الأخيرة في باكستان. وللمساعدة في جهود الإغاثة الهائلة والإنعاش وإعادة التعمير، وللتخفيف عن منكوبي الفيضانات، بإمكان الأميركيين جميعا أن يساهموا بتقديم التبرعات إلى صندوق إغاثة باكستان على موقع www.state.gov الإلكتروني.

وبالنيابة عن الشعب الأميركي، نتقدم إلى المسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم بأخلص التهاني والتمنيات بمناسبة العيد. وعيد مبارك

منقول عن: http://www.america.gov/st/texttrans-arabic/2010/September/20100909144759x0.8784296.html

Wednesday, September 8, 2010

كلينتون تفتتح محادثات الشرق الأوسط المباشرة

بقلم ميرل ديفيد كلرهالس


افتتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون، يوم الخميس 2 أيلول/سبتمبر، أول محادثات للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ نحو سنتين قائلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس: "أنتما وحدكما تستطيعان اتخاذ القرارات الضرورية للتوصل إلى اتفاق وضمان مستقبل سلمي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني."

وأضافت كلينتون قولها إن "الولايات المتحدة قد تعهدت من جانبها بتقديم دعمها التام لهذه المحادثات، وسنكون شريكا ناشطا ومستديما." وقالت: "نحن نؤمن... بأنكما قادران على النجاح. ونحن ندرك أن هذا يصب في المصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة."

واستطردت وزيرة الخارجية الأميركية تقول "لكننا لا نستطيع، ولن، نفرض حلا."

من الجدير بالذكر أن المحادثات بدأت في قاعة بنجامين فرانكلين المهيبة للمؤتمرات في مقر وزارة الخارجية في واشنطن. وكان نتنياهو وعباس والرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الأردن الملك عبد الله قد تناولوا طعام العشاء مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض مساء الأول من أيلول/سبتمبر. وحضر العشاء أيضا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بصفته ممثل رباعية سلام الشرق الأوسط التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة.

وألقى الرئيس أوباما كلمة قبل العشاء قال فيها موجها حديثه للقادة الحاضرين: "إن كلا منكم وريث صانعي السلام الذين تجرأوا بجسارة ... رجال دولة شهدوا العالم كما كان ولكنهم أيضاً تصوروا العالم كما ينبغي أن يكون."

وأضاف أوباما قوله "والآن يجب على كل واحد منا أن يتساءل، هل نملك الحكمة والشجاعة كي نسير على درب السلام؟" وقد اجتمع الرئيس أوباما خلال النهار وقبل بدء المباحثات على انفراد مع كل من نتنياهو وعباس ومبارك والملك عبد الله.

وكان الرئيس قد دعا كلا من مبارك والملك عبد الله لحضور افتتاح المحادثات تقديرا للدور الحاسم الذي أدياه في المساعدة على بدء المحادثات غير المباشرة وفي التوصل إلى بدء المحادثات المباشرة. وقال في هذا "لقد شكرت الرئيس المصري مبارك وجلالة الملك عبد الله عاهل الأردن على قيادتهما الثمينة وعلى تأييدهما الذي سيكون ضروريا للتقدم إلى الأمام." ووصف أوباما استمرار جهودهما دعماً لعملية السلام بأنه حيوي نظراً لأن الحل الخاص بالدولتين أساسي لسلامهما وأمنهما وللمنطقة والعالم.


وزيرة الخارجية كلينتون لدى افتتاح أول محادثات للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ نحو سنتين، محاطة برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني عباس، في مبنى وزارة الخارجية.وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق في كلمة له في البيت الأبيض في 1 أيلول/سبتمبر قائلا "وهكذا إذ نرى بوضوح التحديات التي تنتظرنا، كذلك نرى بجلاء أساس التقدم."

وأقرت كلينتون في كلمتها الافتتاحية مدى الصعوبة التي ستواجه الجانبين في المفاوضات، مشيرة إلى أنه ستكون هناك عوائق ونكسات كما حدث من قبل.

وأكدت أن "النجاح سيتطلب التحلي بالصبر والمثابرة والقيادة." بيد أنها أردفت أن من الممكن حل القضايا الجوهرية التي تواجه نتنياهو وعباس خلال سنة واحدة. المسائل الجوهرية التي ينبغي حلها في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تتضمن تقرير الحدود النهائية للدولة الفلسطينية، ومستقبل القدس، والمستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والمياه، والعلاقات في المستقبل بين الدولتين، وهو ما يشمل ضمانات أمن إسرائيل.

رد الزعيمين

تحدث نتنياهو عقب التصريحات الافتتاحية التي أدلت بها وزيرة الخارجية، ونظر إلى عباس قائلا "إنني أرى فيك شريكا في السعي من أجل السلام. وإننا معاً، نستطيع أن نقود شعبينا إلى مستقبل تاريخي قادر على أن يضع نهاية للمطالب والنزاع."

ورد عليه عباس بنبرة موزونة ومدروسة عن طريق المترجم قائلا: "إننا نبدأ من هنا من أجل التوصل إلى سلام ينهي النزاع ومن شأنه أن يلبي جميع المطالب ويبدأ عهداً جديداً بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي." غير أن الزعيمين اتفقا في تصريحاتهما مع وزيرة الخارجية على أن المفاوضات المقبلة سوف تكون صعبة وتتطلب تنازلات متبادلة من كلا الطرفين.

وتأتي هذه المفاوضات بعد فترة من المحادثات غير المباشرة، أو المتقاربة، التي بدأت في أيار/مايو الماضي، والتي أطلقها المبعوث الأميركي الخاص لسلام الشرق الأوسط جورج متشل. وعقب الجلسة الافتتاحية، عقدت كلينتون ونتنياهو وعباس اجتماعاً في خلوة بينهم.

وأبلغ متشل المراسلين الصحفيين في مؤتمر صحفي عقده لاحقا، أن الطرفين اتفقا على إجراء مباحثات إضافية في المنطقة خلال الفترة من 14 أيلول/سبتمبر الحالي إلى الخامس عشر منه وسيواصلان اجتماعاتهما مرة كل أسبوعين بعد ذلك. وأضاف المبعوث الخاص أنه وكلينتون سيحضران الاجتماع القادم.

وأوضح متشل أنه وكلينتون عقدا اجتماعاً خاصاً مع كل من نتنياهو وعباس دام ساعة ونصف الساعة بعد التصريحات الافتتاحية، وأن المحادثات كانت مثمرة وطويلة الأمد وهو ما يعكس المزاج البناء والإيجابي، على الرغم من أنه لم يقدم أي تفاصيل عما دار في المباحثات. ولفت انتباه المراسلين الصحفيين إلى أن نتنياهو وعباس يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات عديدة سواء في السياق السياسي أو الشخصي.


منقول عن:
http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2010/September/20100902170119x0.6686618.html?CP.rss=true

Thursday, September 2, 2010

السلام: رياضة تشجيعية؟

أنا لا أستغرب ان آراء المحللين السياسين المخضرمين قد سادها التشاؤم بخصوص محادثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائليين والتي بدأت اليوم في واشنطن. بل أنني سأستعجب من أي تحليل لخبراء الشرق الأوسط المطلعين إذا عبروا عن كثير من التفاؤل. فالتاريخ وقف شاهدا ولمرات عديدة على بدايات متعثرة لسلام ينطلق في طريق طويل نحو حواجز الفشل. وأنا كغيري يساورني الشك ولكن صوت التفاؤل الفطري القاطن في أحشائي يزداد علوا ولا يمكن إسكاته.
لقد ساد التفاؤل ذلك اليوم وأنا أقود السيارة من واشنطن إلى أنابوليس لأشهد محادثات السلام حينها قبل بضعة سنوات. واليوم - من مكتبي وأنا أكتب هذه الأسطر على بعد خطوات من قاعة الاجتماع التي بدأ فيها الفلسطينيون والإسرائيليون إبحارهم في بحور مناقشات السلام الصعبة - أشعر بأن عملية السلام هذه تحمل في طياتها وعد بإنهاء الصراع ودعوة إلى بدء عهد جديد للسلام والإزدهار في الشرق الأوسط.

لربما اعتقدتم بأني ساذج ولكني أؤمن بأنه لو عم التفاؤل بيننا جميعا وقدمنا سوية يد العون لعملية السلام هذه فإن النجاح سيكون حليفا صلبا لسنين مقبلة من السلام والأمان. إذا لم نتعلم شيئا من السنين الماضية غير أن السلام ليس رياضة تشجيعية بل أنها عملية تشاركية تنادينا فردا فردا فذلك سيكفي. يجب على الجميع في الشرق الأوسط أن يساندوا هذه العملية كل من موقعه وبحسب طاقته. فلا يحتاج السلام لكثير من الجهد لتحقيق أدنى مستوياته (انعدام العنف) غير تهميش هؤلاء الذين ينادون للعنف.

المطالبة بالعنف ليست استراتيجية بل هي موقف شر وخطيئة ضد الرغبة في مستقبل أفضل يتطلع إليه بني البشر ،، مستقبل مشرق لهم ولأبنائهم.

Wednesday, September 1, 2010

انتهاء المهمة القتالية في العراق

الطريقة الوحيدة لتحقيق الانتصار هي من خلال نجاحات الشعب العراقي. تلك هي جوهر رسالة الرئيس الأمريكي في خطابه ليلة أمس إلى الشعب الأمريكي الذي أعلن من خلاله انتهاء المهمة القتالية في العراق. لقد كانت بالفعل حربا صعبة على مدى سبعة سنوات ونصف تحولت من مهمة لنزع سلاح العراق إلى مهمة تهدف إلى مساندة الشعب العراقي في ديمقراطيته اليافعة ضد الإرهابيين والمخربين.

بغض النظر عن مواقف الناس المتباينة إلا أن الحرب في العراق لم تكن قط من أجل البترول كما أنها لم تكن لأغراض تأسيس المستوطنات الاستعمارية. لقد كانت معركة تهدف إلى هدف واحد وهو لترك العراق في وضع أفضل مما وجدناه عليه. لا أحد يريد التقليل من التكلفة والمعاناة ولكن التكلفة المالية تحملتها خزانة الولايات المتحدة بشكل أساسي. والعراقيون عانوا الكثير ولكن كانوا يعانون بصمت تحت وطأة حكم صدام حسين دون أن يعيرهم العالم أي اهتمام ولا حتى اعتراف بما كانوا يكابدوه من قهر وظلم. بالإضافة إلى ذلك فقد كان صدام يأخذ الشعب العراقي من حرب إلى أخرى – حربي إيران والكويت تتبادران إلى الخاطر. وذلك بالإضافة إلى الحرب الداخلية التي شنها ضد شعبه في الشمال والتي لم ينثني حتى عن استخدام الأسلحة الكيماوية.

أخيرا أصبح لدى العراقيين اليوم فرصة لتشكيل مستقبلهم؛ يجب عليهم استثمار هذه الفرصة. ففي نهاية المطاف نحن نشاطر العراقيين هدفهم لمستقبل مزدهر ومستقر وهو نفس الهدف الذي يشاركهم فيه العديد من الناس في المنطقة وحول العالم. ويبقى أن الارهابيين – تلك الشرذمة المدمرة – لديهم أهدافا مغايرة لمستقبل العراق؛ رؤيا تفوق حتى تلك السطوة والتجبر الذي مارسه صدام. هذه ليست نظرية افتراضية بل هي ما أعلن عنه الإرهابيون وما يعملون به ومن أجله. فهم لا يتقبلون إلا الانقياد الأعمى دون أي تشكيك أو مساءلة في حكمهم المطلق. وقد دللوا على أنهم غير رحيمين حتى على من ينتمون إليهم.

لن تتخلى الولايات المتحدة عن التزامها بمساندة العراق على تحقيق ما يصبوا إليه ولكن في النهاية فإن العراقيين هم من سيحدد الطريق إلى ذلك المستقبل الممكن وهم من سيبحروا في البحور العاتية للوصول إلى مرفأ الازدهار والمساواة والفرص.