Tuesday, August 31, 2010

كلية الزيتونة تخطط لتعليم جيل من القادة المسلمين الأميركيين

بقلم سكوت بورطات

استقبلت الدراسات الإسلامية بما لها من تاريخ طويل إضافة دراسة جديدة لها بافتتاح كلية في ولاية كاليفورنيا بقصد تعليم وتخريج قادة مسلمين.

فقد عقدت كلية الزيتونة الجديدة فصلها التدشيني بافتتاح الدراسة في 24 آب/أغسطس هادفة إلى أن تصبح معهدا معتمدا للدراسات الإسلامية العليا أربع سنوات.

ستصب كلية الزيتونة التي أسسها ثلاثة من العلماء الأميركيين المسلمين اهتمامها في تجديد المنحى الفكري الإسلامي مع وضعه ضمن إطار منظور المجتمع الأميركي.

وصرح زيد شاكر، أحد مؤسسي الكلية في بيان صحفي وزع بمناسبة افتتاحها بقوله إن "كلية الزيتونة ستبرهن على مر السنين أنها معلم هام في استجلاب فهم أصح للإسلام، وعلاقة أفضل بين المسلمين وطوائف الديانات الأخرى هنا في الولايات المتحدة – إن شاء الله."

وأعرب داستن كرون، أحد طلبة أول فصل، وهو من ولاية كولورادو، عن اعتقاده بأن الكلية ستساعد المسلمين على توجيه واستكشاف دورهم في المجتمع الأميركي.

وأضاف كرون قائلا: "أعتقد أن علينا كمسلمين في أميركا أن نكوّن الكيفية التي نتعلم بها ما الذي يعنيه الإسلام بالنسبة لنا في أميركا، وهذا جزء من مهمة هذه المؤسسة (الكلية) الآن." وأضاف أن الكلية ستكون بمثابة حامل الراية بالنسبة للمسلمين في البلاد."

باستطاعة كرون و14 طالبا غيره في صف الزيتونة الأوّلي الاختيار بين موضوعين دراسيين رئيسيين أحدهما القانون الإسلامي (الشريعة) واللاهوت أو الدراسات العربية. ويتوقع مؤسسو الكلية أن يصبح بعض الطلبة قادة كأئمة في مجتمعاتهم الأهلية أو في أدوار أخرى. من ناحية أخرى وصف عميد صافي، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، الكلية الجديدة بأنها ستكون إنجازا هاما لأن بعض الأئمة المولودين في الخارج لا يتفهمون الثقافة والمجتمع الأميركيين.

وأضاف قائلا إن "الاستيراد ينجح تماما في شأن مثل السجاد ، لكنه ليس كذلك بالنسبة للأئمة في السياق الأميركي، حيث قد تلزمهم معرفة الكثير ولو حتى في موضوع الاستشارات الزوجية." وأضاف أن قادة المستقبل من الأميركيين المسلمين "يتحتم عليهم أن يكونوا منتشرين وحاضرين في عالم فيسبوك على شبكة الإنترنت، وعلى دراية بجستين بايبر (المغني الصبي الشهير الذي ما زال دون سن العشرين) مثل درايتهم بالجوانب التقليدية للشريعة الإسلامية."

مما يذكر أن كليات أميركية أخرى تقدم مناهج في الدراسات الإسلامية، لكن حاتم بازيان، رئيس الشؤون الأكاديمية وأحد مؤسسي كلية الزيتونة يقول إن الكلية الناشئة تتخذ منهجا آخر.

وأوضح بازيان قائلا إن "التعليم في المعاهد التي تقدم دراسات عن الإسلام فإن نهجها يكون ذا نظرة من الخارج إلى الداخل، وهو غالبا قائم على أسلوب تفكيكي. أما نحن فإننا سندرس الإسلام من الداخل، وبمفهوم لا يسعى إلى التفكيك وإنما أخذ ذلك الجوهر الثمين للدين والبناء عليه."

حاول أميركيون آخرون في السابق إنشاء كليات إسلامية في شيكاغو ونيويورك. لكن كلية الزيتونة ربما تتمتع بميزة أن قيادتها مرتبطة بمؤسسات أكاديمية راسخة. فبازيان أستاذ مساعد للدراسات الدينية في كلية سانت ماري بكاليفورنيا، بينما يشغل شريك التأسيس حمزة يوسف مقعد عضوية مجلس المستشارين لاتحاد خريجي اللاهوت في بيركلي بكاليفورنيا.

وتشتمل خطط الزيتونة على إقامة حرم خاص بها. أما مقرها الحالي فهو مقر اتحاد خريجي اللاهوت حيث تستأجر مكانا لصفها الدراسي من المعهد المعمداني الأميركي للغرب. وقال جيمس دوناهيو، رئيس اتحاد خريجي اللاهوت، إن الزيتونة تعد بأن تغدو جسرا للتفاهم بين المسلمين وغير المسلمين في أميركا.

ويتصور بازيان أيضا أن دور الزيتونة سيكون بمثابة جسر بين الولايات المتحدة والبلاد التي تضم أغلبية مسلمة وذلك من خلال التبادل بين المؤسسات الأكاديمية في المجتمعات المسلمة حول العالم.


طلبة كلية الزيتونة يبدأون أول يوم في الصف للدراسة التي تركز على الدراسات العربية والإسلامية.وقال بازيان "أعتقد أنه قد أصبح لمسلمي العالم الآن عنوان فكري في أميركا يشعرون فيه أنهم يستطيعون التعاطي مع هذه المؤسسة من خلال المؤتمرات والحلقات الدراسية والتبادل التي قد تجري فيها." وأضاف أن العلماء المسلمين في بلدان أخرى قد أعربوا فعلا عن اهتمامهم.

الزيتونة هي ثمرة ما يزيد عن عشر سنوات من الجهود لتعزيز دراسة الإسلام في أميركا. فقد انطلقت ونمت من معهد الزيتونة الذي أنشأه حمزة يوسف في العام 1996. وفي العام 2004 بدأ شاكر في الإشراف على برنامج المعهد الديني مختبرا قابلية المعهد للحياة والبقاء ككلية، وكان أن برنامج الدراسات العربية الصيفي نما نموا كبيرا على مر السنين القليلة الماضية.

لا يختلف تقديم الطلبات وإجراءات التسجيل للالتحاق بالزيتونة عما في الكليات الأميركية الأخرى. وتأخذ قرارات قبول الالتحاق في الاعتبار معدلات الدرجات والعلامات والاختبارات الموحدة وكتابة المقالات. ويشترط في الطلبة المقبولين أن يكون لهم إلمام أساسي جيد باللغة العربية يوازي مستوى السنة الأولى من الدراسة الجامعية.

باب التسجيل والدخول في الكلية مفتوح لأتباع كل الديانات.

يقول بازيان إن "أول الجامعات التي تأسست في العالم الإسلامي كانت وقتذاك مفتوحة للجميع، ومبدؤنا هو أن المعرفة ملك للإنسانية بأجمعها."

ويشغل مناصب الهيئة التعليمية في الكلية رجال ونساء على السواء. وسيضع المسؤولون عن الإدارة في الزيتونة مواصفات الوظائف مع تزايد الحاجة التعليمية.

وأوضح بازيان قائلا إن "مواصفات وظائفنا لا تحرص في الواقع على مجرد شخص ضالع في مجاله، وإنما الشخص الذي يمتلك وعيا وفهما لمساهمات الفكر الإسلامي."

وأقر بازيان أن الزيتونة تنتظرها تحديات كبيرة، من بينها الاعتماد، الذي يعتبر ضرورة أساسية لمنح الشهادات التي تكون مقبولة رسميا ومعترفا بها في الولايات المتحدة. لكنه أعرب عن ثقته بأن الزيتونة ستحصل على اعتمادها، وإن كانت العملية ستحتاج إلى أربع أو ثماني سنوات.

وقال بازيان: "إننا نشعر بأن من المهم جدا لمعهد مثل معهدنا يتأسس في الولايات المتحدة أن يحظى باحترام واعتراف معاهد التعليم العالي الأخرى كي ننال الاعتماد."

والزيتونة شأنها شأن بقية الكليات القائمة الراسخة تواجه مصاعب مالية. وسيزداد التمويل صعوبة عندما تبدأ في التوسع.

وأضاف بازيان قوله إن "هدفنا أن يصبح لنا موقع ثابت دائم، وهذا يتوقف على الموارد المالية ومشاريع وبرامج جمع المال. ونحن آملون وواثقون من أن الجالية الأميركية المسلمة مستعدة، وتنظر إلى هذا الأمر على أنه أهم خطوة استراتيجية في تقوية إطار عمل مؤسسة مجتمعها."

ويبلغ مقدار الوقف المالي المبدئي للكلية الآن 30 مليون دولار للسنوات الأربع القادمة والتي ستسعى خلالها في الحصول على هبات مالية إضافية لوقفها على تمويل عدد من مناصب الدراسات الإسلامية والعربية. وتهدف الزيتونة أيضا إلى جمع 3 إلى 4 ملايين دولار لتغطية نفقات التشغيل.

هناك جدول زمني للزيتونة في ذهن بازيان، وهو ينطوي على أن يكون لها مقر دائم خلال فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات وبلوغ عدد الطلبة المسجلين 500 طالب خلال عشر سنوات. وكلما زاد ونما عدد الطلاب زاد عدد ما تقدمه الكلية من مناهج أكاديمية تشمل مناهج دراسية رئيسية جديدة ووحدة أبحاث قوية.

ويتوقع المشرفون الإداريون على الكلية تقديم مزيد من المناهج الدراسية في فلسفة التشريع الإسلامي وإضافة دراسة المذهب الشيعي.

ومن الممكن أن الزيتونة ربما تنافس الكليات الأخرى والجامعات على مستوى مختلف كليا.

ويوضح ذلك بازيان قائلا "لا أدري بعد ما إذا كنا سنكون قادرين على أن يكون لدينا فريق كرة قدم أميركية، لكنني أعتقد أن فريقا لكرة السلة سيكون أسهل في فترة قصيرة من الزمن."

أما بالنسبة لكرون فالزيتونة تمثل فصلا آخر في الثقافة الثرية لأميركا وتراثها الروحي.

وهو يقول "إن هذا النوع من المشاريع، في رأيي، يزيد جمال هذا البلد عمقا من حيث تنوعه، ومن حيث القدرة على التقبل، ومن حيث ما نأمل أن يكون تسامحا رفيع المستوى. فذلك يمكن أن يستجلب مستوى آخر من الفكر، ومنظورا آخر وتقليدا آخر من الآراء والمفاهيم التي لا تحصى للواقع الموجود في هذا البلد."
منقول عن:
http://www.america.gov/st/educ-arabic/2010/August/20100827155304x0.7064739.html

Thursday, August 26, 2010

لا تلم حامل الرسالة

بقلم سينتيا وونغ


تحميل مقدمي خدمات الإنترنت مسؤولية المواد المسيئة التي ينشرها زبائنهم يمكن أن يبطئ الابتكار والتوسّع في تكنولوجيات الاتصالات.

وونغ هي زميلة كرسي رون بليسر ومحامية تعمل لدى مركز الديمقراطية والتكنولوجيا (CDT)، وهي منظمة تدافع عن المصلحة العامة تكرس جهودها لإبقاء الإنترنت مفتوحة، ومبتكرة، وحرة. تساعد السيدة وونغ في قيادة وعمل مركز الديمقراطية والتكنولوجيا في مجال حرية الإنترنت العالمية. يظهر هذا المقال في مطبوعة المجلة الإلكترونية آي جورنال يو أس آيه "تحديد حرية الإنترنت."

عندما وجدت محكمة إيطالية أن غوغل تتحمل المسؤولية عن شريط فيديو نشره طرف ثالث في أحد مواقع شركة الإنترنت العملاقة، وفّرت بذلك مثالاً مذهلاً عن مسؤولية الوسيط. شركة غوغل، مضيفة المنصة، كانت الوسيط بين مبتكر المحتوى الذي أعد شريط الفيديو ومستهلكي المحتوى الذين شاهدوه. يشمل الوسطاء الآخرون مقدمي خدمات الإنترنت، ومنصات التجارة الإلكترونية، ومنصات الشبكات الاجتماعية مثل أوركوت، فيس بوك، ويوتيوب. تؤمن هذه الخدمات منتديات مفتوحة ثمينة للمحتوى الذي يعده المستخدم، وكثيراً ما تكون مجانية وتحتاج إلى قدر ضئيل من المعرفة الفنية لاستعمالها.

تعني الطبيعة المفتوحة لهذه الخدمات أيضاً انه يمكن استعمالها للأغراض الشريرة وللأغراض الحسنة. والحكومات التي ترغب في وضع رقابة على التعبير الحر أو معالجة السلوك المؤذي على شبكة الإنترنت العالمية تسعى في أحيان كثيرة إلى ممارسة الضغط، والتخويف، أو تعمد بصورة ماكرة أكثر، إلى تحميل وسطاء الإنترنت مسؤولية قانونية عن المحتوى الذي ينشره طرف ثالث. وتتمثل إحدى الطرق لمنع مواطن من نشر أشرطة فيديو حول المعارضة السياسية في تحميل اليوتيوب المسؤولية عن المواد التي ينشرها المستخدمون.

لا تكون مبادئ العدالة بشأن مسؤولية الوسيط في أحيان كثيرة بمثل هذه البساطة. ففي بعض الأحيان تحاول حتى حكومات ذات نوايا حسنة أن تقيد السلوك الذي يعتقد المجتمع بإجماع عميق في دولة معينة انه سلوك خاطئ: الفحش، تشويه السمعة، الكلام المعبر عن الكراهية، انتهاكات الخصوصية (كما هو الحال في قضية غوغل وإيطاليا) أو النشاط الإجرامي. يرى المرء فوراً لماذا توفر هذه التقنية بديلاً جذاباً: ففي كثير من الأحيان يكون الوسيط كبيراً وتسهل معرفة هويته في حين يمكن أن يكون من الصعب معرفة مستخدمي الإنترنت الأفراد ويكونون أحياناً موجودين خارج نطاق السلطات القضائية لحكومة معينة (رغم ان ذلك لا ينطبق على قضية إيطاليا).

ومهما كان سبب سماح الحكومة بتحميل المسؤولية إلى الوسيط، فإن الضرر الكبير الواقع على تدفق المعلومات وعلى نمو الإنترنت الذي يتبعه يتجاوز الفوائد الملحوظة. أولاً، إن الحد من حرية التعبير أمر محتوم. فعلى سبيل المثال، قد ترغب إحدى منصات الشبكات الاجتماعية التي يمكن تحميلها المسؤولية عن الأضرار المالية عندما يقوم طرف ثالث بنشر محتوى يعترض عليه البعض، في التدقيق في المحتوى قبل نشره. يخطئ الوسطاء على سبيل الحذر إذا قرروا ما يجوز للمستعملين نشره ولا سيما عندما تكون القوانين التي تحدد "المحتوى غير القانوني" غامضة أو واسعة النطاق أكثر من اللزوم، أو حيث يكون الخطاب غير مستحب شعبياً. سوف تكون إزالة المحتوى موضوع النزاع عملاً أكثر أماناً من تحدي طلب إزالته أمام المحاكم. في حالات عديدة يكون مجرد الحجم الكبير والكلفة المترافقة مع تنفيذ هذه المهمة اكبر بكثير مما تستطيع منصات عديدة تحملها ولا يمكنها تقديم خدماتها على الإطلاق.

ثانياً، مسؤولية الوسيط تعطل التدفق الحر للمعلومات والخدمات على الإنترنت وبذلك تخنق الابتكار الخلاق والتنمية الاقتصادية. وينخفض احتمال قيام الشركات بالاستثمار في تكنولوجيات قد تعرضها للمسؤولية. وقد لا يتمكن العالم أبداً من رؤية برامج الغد المماثلة لتويتر، وإي باي، أو غيرها من الشركات الناشئة التي تحمل الوعد بتخفيض الأسعار وربط الأسواق العالمية بشكل أفضل، أو مبادرات جديدة قد تزيد من إمكانية الوصول إلى موارد تعليمية، أو بطرق أخرى تحفز تنمية اقتصادية أكثر اتساعاً، وعمقاً، وعدلاً.

الطرق المتبعة تجاه مسؤولية الوسيط

لقد برز إجماع مبكر حول السياسة المتعلقة بمسألة العدالة في مسؤولية الوسيط في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ففي الولايات المتحدة يعالج قانونان هذه الهواجس. يحصّن عموماً البند 230 من قانون الاتصالات الوسطاء من مجموعة مختلفة من المطالبات الناجمة عن المحتوى الذي ينشره طرف ثالث، ومن بينها: الإهمال، تشويه السمعة، وانتهاكات قوانين الحقوق المدنية والقوانين الجنائية للولايات. ويمنح البند 512 من قانون حقوق النشر في الألفية الرقمية مقدمي خدمات الإنترنت "ملاذاً آمناً" من المسؤولية في حال استوفوا معايير معينة تشمل إزالة المواد المنتهكة عندما يبلغهم بوجودها صاحب حق النشر، والمعروفة بنظام "الإشعار والشطب".

يحمي الاتحاد الأوروبي وبصورة مماثلة عدة أنواع من الوسطاء من مجموعة من المطالبات: "القنوات المحضة" للمعلومات، خدمات "الاختزان" التي تقدم تخزيناً مؤقتاً للبيانات لتسهيل نقلها اللاحق، وخدمات "الاستضافة" التي تزيل بسرعة المحتوى غير القانوني عندما تعلم بوجوده. ولأن سياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تلزم بوجه عام الوسطاء بمراقبة المحتوى المنشور في خدماتهم أو التحقيق بنشاط المستخدم المحتمل أن يكون غير قانوني، فإن السياسات تساعد في حماية خصوصية المستخدم. وفي حال تعرّض مقدمو الخدمات للمسؤولية فقد يشعرون بأنهم مجبرون على جمع معلومات أكثر حول المستخدمين والاحتفاظ بتلك المعلومات لمدة أطول.

الحكومة الصينية هي من بين الحكومات التي تتبع نهجا مختلفا جداً. تفرض بكين المسؤولية عن المحتوى غير القانوني على هيئات عند كل نقطة وصول، بدءاً من المستخدم إلى مقدم خدمات الإنترنت، إلى منصة الشبكة الاجتماعية وشركة استضافة الإنترنت. وفي حال سمح أي وسيط للمستخدمين بتوزيع محتوى "ضار"، أو فشل إلى حد كاف في مراقبة أو تنظيم استعمال خدماته فقد يواجه مسؤولية جنائية أو يتعرض لإلغاء رخصة عمله. علاوة على ذلك، تحدد الحكومة المحتوى غير القانوني بعبارات واسعة وغامضة. كيف تستطيع منصة تدوين مثل بلوغر دوت كوم (Blogger.com) تحديد أي من النشرات على أنها "ضارة" أو تلحق الضرر ب"مصالح الدولة"؟ يشكل نهج الصين تجاه مسؤولية الوسيط جزءاً مكوناً رئيسياً من نظامها الأوسع المتعلق بالرقابة على معلومات الإنترنت.

معالجة مجالات دواعي القلق المحتملة

أحد الاعتراضات على حماية الوسطاء هو الخوف من ازدياد استخدام التعبير الضار والمؤذي حقاً على الإنترنت. لكن الحكومات أصبحت تملك بالفعل أدوات عديدة لمعالجة هذا القلق في الوقت الذي تقوم به فيه بالحد من تأثيره على التعبير القانوني وعلى الابتكار. فقد تعمد، مثلاً، إلى تعزيز وتقديم العون المالي كي يستعمل المستهلك طوعاً برامج تصفية تحجب المواد الإباحية والمواد الأخرى غير المرغوب فيها. وتفرض بعض البلدان أيضاً "أنظمة الإشعار والشطب" مثل الطريقة المنصوص عليها في القانون الأميركي لحقوق النشر وقانون الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذا القلق. ولكن كثيراً ما يكون من السهل إساءة استعمال أنظمة الإشعار والشطب من اجل إسكات النقاد، ولا سيما حيث يكون من الصعب تقييم ما إذا كان المحتوى المعترض عليه غير قانوني بالفعل (كما في حالة تشويه السمعة). وأخيراً، يستطيع الوسطاء أن يتخذوا خطوات وهم بالفعل يتخذون خطوات طوعية لإزالة المواد الضارة من خدماتهم (كالرسائل الاقتحامية أو المواد الجنسية الفاضحة) بدون تفويض من الحكومة، مما يظهر ان الحمايات التي يقوم بها الوسيط تتوافق مع تحقيق التقدم للأهداف الاجتماعية المهمة الأخرى.

توجد نقطة قلق رئيسية أخرى وهي وجوب أن يكون مسؤولو فرض تطبيق القانون قادرين على الملاحقة المشروعة للمخالفين الجنائيين، ويجب ان يكون الضحايا قادرين على رفع الدعوى بشأن مطالباتهم المشروعة ضد أولئك الذين أساءوا إليهم. وهناك ناحية مهمة في الطرق التي تنتهجها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهي ان الحماية تُمنح فقط للوسيط وليس للأطراف الذين أعدوا أو نشروا المحتوى غير المرغوب فيه. ليس هناك من شيء بموجب قوانين الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي يمنع مقاضاة أو تقديم مطالبات ضد المخالف الأصلي. يتمثل أحد الأدوار الملائمة للوسطاء في تسهيل الإجراءات المتخذة ضد المستخدمين (حتى المستخدمين المجهولين) للاستجابة إلى أوامر صادرة عن محكمة قانونية، مع وضع إجراءات لحماية الخصوصية وتأمين قدر معين من عدم معرفة الأسماء.



الخلاصة

تُشكِّل حماية الوسطاء من المسؤولية أمرا حاسم الأهمية للمحافظة على الإنترنت باعتبارها أداة للتعبير الحر والوصول إلى المعلومات، وبالتالي كمحرك للابتكار والتنمية الاقتصادية. وفي حال فرضت مجالات دواعي القلق حول المسؤولية إغلاق مواقع المحتويات التي يعدها المستخدمون، والمنتديات الحيوية الأخرى للتعبير الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، فسوف نكون جميعنا في وضع أفقر. وبدلاً من ذلك، يجب على الحكومات أن تعزز وتتبنى سياسات تحمي الوسطاء كممكنين رئيسيين للابتكار، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية.


منقول عن:
http://www.america.gov/st/democracyhr-arabic/2010/August/20100817083115x0.6510584.html?CP.rss=true

Tuesday, August 24, 2010

سين جيم مع كلينتون حول سلام الشرق الأوسط

منذ بداية هذه الحكومة، عملنا مع الإسرائيليين والفلسطينيين وشركائنا الدوليين لدفع عجلة قضية السلام الشامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك حل الدولتين الذي يضمن الأمن والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين. والرئيس وأنا متشجعان لما يبديه رئيس الوزراء نتانياهو والرئيس عباس من قيادة، ونشاركهما تماما التزامهما بهدف الدولتين- إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.

وبعد المحادثات المتقاربة والمشاورات مع كلا الجانبين، وبالنيابة عن الحكومة الأميركية، دعوت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية عباس ليجتمعا في الثاني من أيلول/سبتمبر في واشنطن العاصمة لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بغية حل جميع قضايا الوضع النهائي التي نعتقد أن بالإمكان استكمالها في غضون سنة.

وقد دعا الرئيس أوباما الرئيس المصري مبارك والملك عبدالله عاهل الأردن للحضور نظرا لدورهما البالغ الأهمية في هذا المجهود. فقيادتهما المتواصلة والتزامهما بالسلام أساسيان لنجاحنا. سيعقد الرئيس اجتماعات ثنائية مع الزعماء الأربعة تتبعها مأدبة عشاء معهم في الأول من أيلول/سبتمبر. كما دعي ممثل الرباعية توني بلير إلى مأدبة العشاء نظرا لعمله المهم في مساعدة الفلسطينيين على بناء مؤسسات دولتهم المستقبلية، وهو مجهود يجب أن يستمر خلال المفاوضات. وقد وجهت الدعوة لرئيس الوزراء نتانياهو والرئيس عباس لينضما إلي هنا في وزارة الخارجية في اليوم التالي لعقد اجتماع ثلاثي نطلق منه مجددا المفاوضات المباشرة.

وفيما نمضي قدما، من المهم أن تسهم تصرفات جميع الأطراف في تعزيز مجهودنا ولا تعيقها. كانت هناك صعوبات في الماضي؛ وستكون هناك صعوبات أمامنا. ومما لا ريب فيه أننا سنصطدم بمزيد من العقبات. وسيظل أعداء السلام يحاولون إلحاق الهزيمة بنا وإخراج هذه المحادثات عن مسارها. ولكنني أطلب من الأطراف المعنية أن تواظب وأن تواصل مسيرتها إلى الأمام حتى في خضم الأوقات العصيبة، وأن تواصل العمل والجهد لتحقيق سلاك عادل ودائم في المنطقة.

وكما قلنا من قبل، هذه المفاوضات يجب أن تجري بدون شروط مسبقة وأن تتميز بحسن النية والتزام بنجاحها مما سيجلب مستقبلا أفضل لجميع شعوب المنطقة.

جورج. شكرا لكم جميعا.

سؤال: هل يمكنك إخبارنا بما شكل نقطة التحول هنا؟ ما الذي جعل – ما الذي تغلب على العقبات الأخيرة فأقنعهما بالرجوع إلى المحادثات المباشرة؟

السيد متشل: نحن نعتقد أنه إدراك الطرفين نفسيهما، إدراك قادتهما – رئيس الوزراء نتانياهو والرئيس عباس- بأن أفضل نتيجة هي اتفاقية ينتج عنها قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن، وأن الطريقة الوحيدة التي يمكن تحقيق ذلك من خلالها هي إجراء مفاوضات بين الطرفين تكون الولايات المتحدة فيها شريكا نشطا ومستديما، بالترافق مع الدعم الكامل من أصدقائنا العديدين وحلفائنا حول العالم، وبضمنهم، بالطبع، بصورة خاصة، اللجنة الرباعية.

سؤال: ولكن ما هو الشيء الذي جعلهما – أعني، أنك كنت تحاول أن تحقق ذلك منذ أشهر طويلة الآن.

السيد متشل: نعم.

سؤال: ولماذا – لماذا إذا – كيف حصل أنه في هذا اليوم توصلت إلى هذه النقطة، في حين قبل ثلاثة أيام فقط لم تكن قد توصلت إليها بعد ؟

السيد متشل: نعم. أعتقد أن ذلك كان بسبب النتيجة التراكمية للجهود المبذولة خلال ذلك الوقت وإدراك الطرفين أن هذا هو الوقت الصحيح. سوف نكون مشاركين نشطين وهناك دعم واسع متوفر، كما تعرف، من أعضاء اللجنة الرباعية وآخرين حول العالم. ولكن في نهاية المطاف سوف يتوجب على الطرفين بالذات اتخاذ هذه القرارات.

سؤال: هل بإمكانك التحدث حول طريقة تعاقب المحادثات؟ هل سيناقش الطرفان قضايا الأراضي، أو اللاجئين، أو القدس أولاً، أم هل ستجري جميع المحادثات بصورة متوازية؟

السيد متشل: سوف توضع على طاولة المباحثات كافة مسائل الوضع الدائم. وسوف يُترك الأمر إلى الطرفين وحدهما تقرير الطريقة التي يجب أن تعالج بموجبها هذه الأمور.

سؤال: السناتور متشل-

سؤال: نعم. لقد ذكرت السيدة الوزيرة بدون شك أنه سوف يبرز المزيد- بدون شك، سوف يكون هناك المزيد من العوائق. فما هي طبيعة هذه العوائق؟ ما هي النقاط الصعبة الرئيسية التي سوف تتم مواجهتها خلال التقدم إلى الأمام؟

السيد متشل: ندرك جميعنا جيداً أن هناك عدم ثقة بين الطرفين، مخلفات العداء الذي تطور عبر عقود عديدة من النزاع، والجهود السابقة العديدة التي بذلت لحل النزاع والتي لم تنجح، كل هذه الأمور كان لها أثر شديد جداً على كلا المجتمعين وقادتهما. علاوة على ذلك، ندرك جميعا أنه، كما يحصل مع كافة المجتمعات، أن هناك اختلافات في الرأي لدى كلا الجانبين حول الطريقة المثلى للتقدم في العمل، ونتيجة لذلك، بقي هذا النزاع بدون حل طوال عقود عديدة وعبر جهود عديدة. لا نتوقع أن تختفي كافة هذه الاختلافات عندما تبدأ المحادثات. نتوقع، في الحقيقة، أنه سيتم عرضها، ويدور جدل حولها، وتجري مناقشتها، وأن الاختلافات لن تحل بصورة فورية.

ولكننا نعتقد أيضاً أن السلام في الشرق الأوسط، السلام الشامل، ومن ضمنه، وليس قاصرا عليه، إنهاء النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يصب بدرجة كبيرة في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، كما في مصلحة كل الشعوب في المنطقة، وأنه يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، ولذلك سوف نواصل السعي لتحقيق ذلك الهدف بصبر، وبمثابرة، وبتصميم. نحن ندرك أن ذلك لن يكون سهلا. ندرك، كما قالت وزيرة الخارجية، انه ستوجد عوائق. ولكننا سنستمر في العمل، كما قلت، بصبر، وبمثابرة، وبتصميم.

السيد كراولي: تفضل.

سؤال: السناتور متشل، سيدي، لقد سار الإسرائيليون، والفلسطينيون، والولايات المتحدة في هذه الطريق مرات عديدة من قبل. والآن، ما هو رأيك، سيدي، هذه المرة ما الذي ولّد- أو الذي يجب أن يولد أملاً وتفاؤلاً في إيصال هذه المحادثات إلى غايتها المقصودة؟ وما هو الحافز الذي قدمتموه إلى الرئيس عباس لحثه على الدخول في المحادثات المباشرة؟

السيد متشل: لا أريد أن أكرر كل ما قلته جواباً على أسئلة سابقة، ولكني سأقول إنني أعتقد أن وضع نهاية لهذا النزاع ستمكن المجتمعيْن من العيش بسلام وأمن وهو ما يصب بدرجة كبيرة في مصلحة الشعب في كلا المجتمعين، وأعتقد أن قادتهم يعتقدون ويدركون ذلك، ولذلك، بغض النظر عن الصعوبات العديدة التي يواجهونها – ونحن ندرك جيداً هذه الصعوبات - هذا التحرك يُشكِّل المسار الأفضل بالنسبة لهما.

فيما يخص مسألة الجهود السابقة بالنسبة إلى فشلها أو نجاحها، سوف أعود، إذا سمحتم لي، إلى تجربتي في أيرلندا الشمالية. لقد ترأست ثلاث مجموعات منفصلة من المناقشات في أيرلندا الشمالية امتدت طوال خمس سنوات. ودامت المفاوضات الرئيسية لمدة 22 شهراً. خلال ذلك الوقت، تم وصف الجهد المبذول مرارا وتكرارا بأنه فاشل. وسئلت عشرات المرات على الأقل، بل ربما المئات من المرات، متى سوف أترك الأمر لأن الجهد قد فشل.

وبالطبع، إذا كان الهدف هو التوصل إلى اتفاقية سلام، والى أن تتوصل إلى اتفاقية، تكون قد فشلت في تحقيق ذلك. بمعنى معين، واجهنا في أيرلندا الشمالية حوالي 700 يوم من الفشل، ويوماً واحداً من النجاح. ونحن نشرع في هذه المهمة يحدونا نفس التصميم على النجاح بغض النظر عن الصعوبات وبغض النظر عن العجز في التوصل إلى نتيجة نهائية حتى الآن، بما في ذلك الجهود الماضية. ولكن الجهود الماضية لإحلال السلام التي لم تنجح لا يمكنها أن تمنعنا من المحاولة من جديد، لأن القضية قضية نبيلة وعادلة وصحيحة لكافة المعنيين.

السيد كراولي: لنأخذ سؤال مشال ومن بعدها كيريت، ثم نذهب إلى "كرمة مارثا" ثم نعود مجدداً.

مشال

سؤال: أريد أن أحصل على ما يدل على جدول زمني، هذه الأشهر الاثنا عشر التي تحدثت الوزيرة عنها. هل ترى ذلك موعدا نهائيا أو حدا أقصى، أم أن الموضوع – أقل تشدداً من ذلك؟ وأيضاً، كمتابعة فقط للسؤال الآخر. أعني، ما الذي يجعل عملية السلام هذه مختلفة عن عمليات السلام الأخرى؟

السيد متشل: لن نعرف الجواب على سؤالك الثاني إلا عندما تكتمل العملية. ولكنني أعتقد، كما قلت في إجابتي على السؤال السابق، إن القضية مهمة، وصحيحة، وعادلة إلى إلى الحد الذي يجعل جهدنا المتواصل هو الصواب الذي ينبغي عمله، وسوف نتابع السعي فيه بتصميم. أعتقد أن الزعيمين نفسيهما، الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتانياهو، كانا مخلصيْن وجاديْن في اعتقادهما أن ذلك يمكن تحقيقه، وسوف نفعل كل شيء يكون في طاقة البشر، لمساعدتهما على تحقيق ذلك.

فيما يخص سؤالك الأول، لقد قال رئيس الوزراء نتانياهو في اجتماع عام عقده في هذا البلد خلال آخر زيارة قام بها لواشنطن إنه يعتقد أن تحقيق ذلك ممكن خلال سنة. وعبر لي الرئيس عباس عن مشاعر مماثلة، وأنا أتمسك بقوة بذلك الاعتقاد، بعد أن انخرطت لوقت طويل في (شؤون) المنطقة. لذلك، أعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه خلال سنة وهذا هو هدفنا.

----------------

سؤال: لقد تطلب الأمر منكم حوالي تسعة شهور للوصول إلى النقطة التي أظهر عندها هذان الرجلان رغبتهما في الجلوس والتحدث مع بعضهما البعض. فما الذي يجعلك تظن أنك ستتمكن من جعلهما يوافقان على إحلال السلام خلال سنة واحدة؟ عند أية نقطة خلال هذه العملية تكون الولايات المتحدة راغبة في عرض أفكارها على طاولة المحادثات للمساعدة في تحريك ذلك إلى الأمام؟ وأين تتوقع أن تجري المحادثات بعد عقد المجموعة الأولية من المحادثات هنا في العاصمة؟



السيد متشل: سوف أجيب على أسئلتك بترتيب عكسي. أحد المواضيع التي سوف تناقش في الاجتماع المقرر في الأول والثاني من أيلول/سبتمبر، كما في الاجتماعات التحضيرية التي كانت تعقد على أساس منتظم وسوف تستمر من الآن وحتى ذلك التاريخ، سيكون موضوع توقيت وموقع الاجتماعات اللاحقة، ونتوقع بالتأكيد عقد بعض تلك الاجتماعات في المنطقة.

فيما يخص التوقيت والطبيعة، وكم استغرقنا من وقت حتى الوصول إلى هذه النقطة، وكم سيستغرق للدخول فيها، لا أعتقد أن واحداً من هذين التساؤلين هو بالضرورة عامل مقرر للآخر. إنه – إنني أشبهه بالمرة الأولى التي امتلكت فيها منزلاً وكان لا بد من طلائه. تطلّب الأمر من عمال الطلاء وقتا طويلا بدا أنه بلا نهاية لتجهيز المبنى والجدران لعملية الطلاء. وظللت أسأل نفسي: "متى سيبدأون بالطلاء؟ فنحن ندفع الأجر على أساس الساعة ونريد تحقيق بعض التقدم." (ضحك). وبعد عملية التجهيز التي بدت بلا نهاية أنجزوا عملية الطلاء بسرعة كبيرة.

والآن، لا أريد أن أوحي إليكم بأن سنة واحدة هي مدة سريعة، ولكني لا أعتقد بأن الأحداث التي تؤدي إلى المفاوضات في حد ذاتها تكون مهمة وحاسمة بالنسبة للمفاوضات نفسها. نحن نعتقد أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بشأن فترة السنة الواحدة قابلة للتصديق وملائمة. نعتقد أن الرئيس عباس له وجهة نظر مماثلة، وكذلك نحن، وهذا هو ما سنسعى إليه.

سؤال: وعند أي نقطة سوف تضع الولايات المتحدة أفكارها الخاصة على طاولة المفاوضات في هذه العملية؟

السيد متشل: سنكون شركاء نشطين ومستديمين، رغم أننا ندرك أنها مفاوضات ثنائية وقد أبلغنا كلا الطرفين أنه، كلما سيكون ذلك ضرورياً وملائماً، سنقدم مقترحات لجسر الهوة بين الجانبين. ولكني أكرر: إن هذه مفاوضات ثنائية مباشرة بين الطرفين وبمساعدتنا وبمساعدة أصدقائنا وحلفائنا. ورغم أن أي طرف لم يسأل، أريد أن آخذ لحظة لأعبر عن إدراكي واعترافي بالدعم والمساعدة الهائلة التي حصلنا عليهما من العديد من أصدقائنا وحلفائنا: مصر تحت قيادة الرئيس مبارك، الأردن تحت قيادة الملك عبد الله، والعديد من الدول العربية الأخرى، والأعضاء الآخرين في اللجنة الرباعية، الأمم المتحدة تحت قيادة الأمين العام بان كي مون الذي كان مساعداً إلى أقصى الحدود في هذه العملية، الاتحاد الأوروبي، والسيدة أشتون المسؤولة عن شؤون خارجية الاتحاد، وروسيا، مع وزير الخارجية لافروف، كانوا جميعاً نشطين جداً ومساعدين جداً بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى.

لذلك من المهم أن ندرك أنه بينما تلعب الولايات المتحدة دوراً مهماً، ونشطاً، ومستداماً، نفعل ذلك بمشاركة كاملة، بمساهمات كاملة، بمشاورات كاملة، وبمناقشات كاملة، ونأمل أن يكون بدعم من مجموعة متنوعة واسعة من الحلفاء الذين كانت جهودهم في غاية الأهمية في إيصالنا إلى هذه المرحلة والتي ستكون في غاية الأهمية في الوصول إلى نتيجة.

السيد كراولي: منسق الحوار، سوف نتلقى سؤالين أو ثلاثة أسئلة من فريق الصحافة في البيت الأبيض.

--------------

السيد كراولي: هل قبلوا الدعوة؟

السيد متشل: لقد أجرينا استشارات مع الطرفين. ونتوقع أن نسمع منهما عن قريب، ولكن سوف يكون هو قرارهما حول القبول أو عدمه.

--------------

منسق الحوار: شكراً. سؤالنا التالي هو من جوناثان برودر من مجلة "كونغرشينال كورتارلي".

سؤال: نعم. هل يتوجب على كلا الطرفين أن يطلبا من الولايات المتحدة التدخل لعرض مقترحاتها للتقريب بين وجهتي النظر، أم هل يكفي أن يطلب طرف واحد منهما ذلك المقترح؟

السيد متشل: إننا نتجاوز قليلاً اللعبة الآن من حيث إننا نتكهن بما سيحصل أو ما لن يحصل أثناء العملية. وكما ذكرت سابقاً، إنها مفاوضات ثنائية مباشرة مع الدعم النشط والمستدام للولايات المتحدة. وسوف نقدم مقترحات لجسر الهوة بين الطرفين في الوقت الذي نعتبره ضرورياً ومناسباً. ولكني لا أريد من أي فرد أن يتكون لديه الانطباع بأننا بطريقة ما سنحل محل الطرفين أو نقوم بدوريهما، وليس لدينا أية وجهة نظر غير تلك التي يجب أن تؤدي في النهاية إلى اتفاق بين الطرفين نفسيهما.

-----------

سؤال: شكراً. سؤال تقني ومن ثم سؤال واقعي؟ في الثاني من أيلول/سبتمبر – هل ذلك– هل يطلقان بالفعل- هل ستطلقون فعلياً المحادثات المباشرة في الثاني من أيلول/سبتمبر، أم هل أن الزعيمين سيجتمعان مع وزيرة الخارجية لمناقشة مسألة إعادة إطلاق المحادثات المباشرة؟ والشيء الأخر: ما هو الدور، إن وجد، الذي ستقوم به حماس في هذه العملية؟

السيد متشل: السؤال الأول هو نعم. سوف نطلق المفاوضات المباشرة ابتداءً من الثاني من أيلول/سبتمبر والسؤال الثاني هو: لا شيء.

سؤال: السيد السناتور، هل إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بدون فرض شروط مسبقة يعني أننا نعيد إطلاق المفاوضات المباشرة بدون شروط ومرجعيات؟

السيد متشل: لا يستطيع سوى الطرفين تحديد شروط المرجعية والأسس التي ستقوم عليها المفاوضات، وسوف يقومان بذلك عندما يجتمعان ويناقشان هذه الأمور. وكما تعرف، لقد قلنا في السابق كما قال أعضاء اللجنة الرباعية إن المفاوضات يجب أن تتم بدون وجود شروط مسبقة.

سؤال: شكراً. هل يمكنك أن تقول لنا ما إذا كان الطرفان سيبدآن المحادثات من الصفر أم أنهما سيبنيانها على أي من المحادثات التي – خلال فترة حكم أولمرت؟ والسؤال الثاني هو ما إذا كان من المتوقع أن تستمر إسرائيل في التجميد. هل تظن أنها ستستمر في التجميد؟ هل تظن أن الفلسطينيين سوف يستمرون في مقاطعة السلع التي ينتجها المستوطنون؟

السيد متشل: سوف يحدد الطرفان بنفسيهما الأساس الذي سوف ينطلقان منه في المحادثات، وهذه إجابة على سؤالك الأول. أما الإجابة على السؤال الثاني فإن موقفنا حول المستوطنات معروف جيداً ويبقى بلا تغيير. لقد جعلنا من الواضح دائماً أن على الطرفين تعزيز بيئة تقود إلى المفاوضات. وكما قالت وزيرة الخارجية في بيانها قبل بضع لحظات، من المهم أن تساعد أفعال كلا الطرفين في دفع جهدنا إلى الأمام وليس لإعاقته.

سؤال: السيد السناتور. مجرد متابعة لذلك ولسؤال سابق، إن موقفك معروف جيداً بشأن المستوطنات، ولكن الإسرائيليين عندما اختاروا ذلك، أهملوا موقفك واستمروا في إنشاء مستوطنات حسب ما يرونه مناسباً لهم. هل لديك أي تفاهم معهم بأنهم لن يفعلوا ذلك هذه المرة؟

وبالإشارة إلى سؤال سابق حول حماس وجوابك السريع بأنه لن يكون لها أي دور، كيف تتجاوزون هذا الواقع، وحتى تحت أفضل جميع الظروف التي تفاوضون فيها حول اتفاق، كيف ستتمكنون من تجاوز الواقع بأن حماس تلعب دوراً هائلاً في غزة؟

السيد متشل: فيما يخص السؤال الأول، لنكن واضحين بأن الإعلان عن تجميد إنشاء مستوطنات بالذات الذي صدر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كان عملاً هاماً، كما كان له تأثير هام على عمليات بدء إنشاء مساكن جديدة في الضفة الغربية. وكما قلت، فإن موقفنا بشأن المستوطنات معروف جيداً ويبقى بلا تغيير ونتوقع من كلا الطرفين تعزيز وجود بيئة تقود إلى المفاوضات.

بالنسبة لحماس، لنكن واضحين. لقد ربحت حماس انتخابات تشريعية. ويعترفون بالسلطة التنفيذية المستمرة للرئيس عباس وفريق عمله، ومن الملائم تماما أن نتفاوض مع الرئيس التنفيذي لتلك الحكومة. عندما استعاد الديمقراطيون السلطة في الكونغرس عام 2006 لم ينه ذلك فترة تولي الرئيس بوش عمله كرئيس، والآخرون الذين رغبوا في التفاوض مع الولايات المتحدة تفاوضوا مع الرئيس المنتخب قانونياً الذي كان آنذاك رئيساً للفرع التنفيذي للحكومة. وهذا هو الوضع هنا.

سؤال: إذاً إنك تتوقع أن توافق حماس على أي قرار يتخذه الرئيس عباس في تلك المفاوضات؟

السيد متشل: لا يجوز لي اتخاذ قرارات نيابة عن آخرين.

السيد كراولي: سوف نتلقى سؤالاً واحداً آخر هنا ثم نعود إلى الاتصالات الهاتفية.

سؤال: السناتور متشل، هل ما تفهمه هو أن هذا الاتفاق سيكون اتفاقاً يوضع على الرف، شيئاً سيُنفذ في وقت لاحق عندما تسمح الظروف السياسية في الأراضي الفلسطينية بذلك، أم أن ما تفهمه هو أن هذا الاتفاق سيتم تنفيذه خلال فترة قصيرة جداً بعد الموافقة عليه؟

السيد متشل: من الواضح أن ذلك يتوقف على نتائج المفاوضات. إننا لا نضع حدودا أو قيودا على ما قد يتفق عليه الطرفان. أملنا هو أنه ستكون هناك اتفاقية تضع نهاية للنزاع إلى الأبد، وتقود إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وديمقراطية، ومستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن.

منسق الحوار: شكراً. سؤالنا التالي هو عبر الهاتف من مارغريت تاليف التي تعمل مع صحف ماكلاتشي.

سؤال: مرحباً، شكراً لقبولك أسئلتنا. ذكرت تقارير الصحف الفلسطينية أن الولايات المتحدة وضعت أقسى الضغوط حتى اليوم على الفلسطينيين لإدخالهم في المحادثات. ما أريد أن أعرفه هو ما الذي جعل الولايات المتحدة تشعر بأن هذا هو الوقت المناسب، وفق وجهة نظر الفلسطينيين، لإرغام الفلسطينيين على الدخول في المحادثات آخذين في الاعتبار سياسة الإدارة الإسرائيلية في الوقت الحاضر؟

السيد متشل: كان موقف الولايات المتحدة معروفاً جيداً منذ وقت تولي هذه الإدارة زمام السلطة. نحن أيّدنا ولا نزال نؤيد إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين لحل النزاع وللتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن. لقد شجعنا الطرفين على الانخراط في مثل هذه المفاوضات وقد وافقا الآن على القيام بذلك. ونحن – نحن نعتقد أنه الشيء الصحيح الواجب عمله، ونظن بأن كلا الزعيمين يعتقدان بأنه الصواب الواجب عمله، ونعتقد أنه يُشكِّل أفضل المصالح للشعبين اللذين يمثلانهما.

سؤال: مرحباً، السناتور متشل. لقد أشرت إلى عملية السلام في أيرلندا الشمالية وكما قد تتذكر بالتأكيد، لعب الرئيس آنذاك دوراً ودياً للغاية في ذلك. على اعتبار أن العديد حتى من الأميركيين يختلط عليه الأمر بشأن الانتماء الديني للرئيس أوباما، هل تشعر بأن الناس في الشرق الأوسط على كلا جانبي هذه المسألة سوف ينظرون إلى الرئيس أوباما على أنه وسيط صادق وإنسان يمكن أن يتواصلوا معه فعلاً وفق نفس تلك الطريقة الودية.

السيد متشل: نعم، أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، وسيستمرون في اعتبار الرئيس أوباما وفق هذه الطريقة. يمكنني أن أقول إنه منذ البداية لعب الرئيس كما لعبت وزيرة الخارجية دوراً مهماً، وفي الواقع، حاسماً، في هذا الجهد. فكلاهما منخرط بعمق على أساس منتظم وملتزم شخصياً بعمق بقضية إحلال سلام شامل في الشرق الأوسط. أعتقد أن ذلك ليس فقط واقعاً معترفاً به على نطاق واسع عبر المنطقة والعالم، بل إنه أيضاً يحظى بتقدير كبير، وبالأخص في جميع أرجاء المنطقة.

سؤال: لم تحصل أبداً عملية تجميد كاملة لإنشاء المستوطنات، ولذلك أتساءل كيف يُمكن اعتبار هذه المحادثات صادقة في المنطقة بينما لم يتم على الإطلاق تنفيذ هذا المطلب؟

السيد متشل: نعتقد أنه يوجد أساس للاستمرار وتحقيق نتيجة ناجحة، وسوف نسعى إلى ذلك. نحن لا نتخذ الموقف الذي يقول إنه في حال لم تحصل على كل شيء تريده عندما تطلبه للمرة الأولى عليك أن تجمع حقائبك وتعود إلى بلادك. فلو كان ذلك هو المعيار الذي جرى تطبيقه في جنوب أفريقيا لما كان السلام قد حل أبداً هناك، وفي أيرلندا الشمالية، لما كان السلام قد حل أبداً، وفي البوسنة، لما كان السلام قد حل أبداً هناك أيضاً.

يتطلب ذلك الصبر، والمثابرة، والإرادة للعودة إلى الموضوع مرة إثر المرة، وعدم اعتبار أول رفض على أنه رفض نهائي، على عدم اعتبار الرفض الخمسين على أنه رفض نهائي. نحن صبورون، ومثابرون، ومصممون ونعتقد أنه يوجد أساس للتوقيع على اتفاقية سلام في المنطقة وهذا ما سنستمر في السعي لتحقيقه.

السيد كراولي: سمير

سؤال: السيد السناتور، هل تدرك أن – هل تتوقع أن يقبل عباس الدخول في المفاوضات بدون شروط مسبقة؟

السيد متشل: لقد قالت الولايات المتحدة كما قال أعضاء اللجنة الرباعية إننا نعتقد في ضرورة إجراء محادثات مباشرة بدون شروط مسبقة. كما قلنا أيضاً وكررنا عدة مرات إننا نظن بوجوب إجراء هذه المحادثات في جو إيجابي يمتنع فيه الطرفان عن اتخاذ أي خطوات لا تقود إلى تحقيق تقدم في المناقشات، وأن يتفاوضا بجدية وبنية حسنة. ونظن أنه في كافة هذه الجوانب ، هناك أساس لتحقيق تقدم.

سؤال: وهكذا لن تستند المحادثات إلى بيان اللجنة الرباعية الصادر في 19 آذار/مارس؟

السيد متشل: الطرفان هما الوحيدان اللذان يستطيعان تحديد أساس مناقشاتهما، وهذا هو الشيء الحاصل.

سؤال: نعم، شكراً لك. السيد السناتور، الكثير جداً من الفلسطينيين، كما تعرف، والعرب يؤمنون بأن السلام مع الحكومة الإسرائيلية الحالية أمر غير ممكن عملياً بسبب طبيعة تكوينها، وبياناتها السابقة حول اللاجئين، والقدس، وغير ذلك من الأمور. ألا تشعر بأي قلق أنك من خلال تحديد سنة واحدة كموعد نهائي أنك ربما تثير توقعات تماماً مثل طريقة كامب ديفيد وكل ما حصل بعد ذلك؟

السيد متشل: الحقيقة هي، بالطبع، أنه يوجد في كلا المجتمعين البعض ممن لا يعتقدون أن الطرف الآخر جاد، ولا يثقون بالطرف الآخر، ولا يريدون المتابعة مع الطرف الآخر. فإذا قبلنا الافتراض الأولي الذي يقول إنه بسبب كون البعض من المنتمين لأحد المجتمعين أو لكليهما لديهم وجهات نظر أنه ليس بإمكاننا المتابعة، إذا بالطبع سوف يكون ما نفعله هو إرسال كل هؤلاء الناس إلى حالة من النزاع الذي لا ينتهي مطلقاً، إلى صعوبات لا تنتهي مطلقاً. لا نعتقد بكل بساطة أن ذلك يُشكِّل أساساً صحيحاً لأي بلد، وبالتأكيد ليس لبلدنا، الولايات المتحدة، لكي تعتمده كقاعدة لسياستها.

نعتقد أن أفضل مسار للعمل هو المفاوضات المباشرة التي تؤدي إلى اتفاقية سلام تنهي النزاع وتقود إلى قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن. نعتقد أن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك تكون عبر المفاوضات المباشرة. نعتقد أنه في حال جرت تلك المفاوضات بطريقة جدية وبنية حسنة، يمكنهم إنتاج مثل هذه الاتفاقية خلال 12 شهراً. وهذا هو هدفنا. ندرك، ونعترف، كما ذكرت للتو، أن هناك العديد ممن لا يؤمنون بذلك، وأن هناك العديد ممن لا يريدون ذلك، وأن العديد سيعملون لمنع حصول ذلك.

ولكن عدم إيمانهم، ووجهات نظرهم المخالفة، وأعمالهم المضادة لا تستطيع أن تخدم في منعنا من محاولة التعامل مع هذا النزاع، كما لن تستطيع أن تمنع قادة تلك الدول الذين يدركون أن مصالح شعوبهم، ومستقبل مجتمعاتهم، تستند إلى حل هذا النزاع وتحقيق السلام والاستقرار والأمن الذين سوف يستفيدون منه جميعاً.

السيد كراولي: سؤال أخير، مارك لاندلر.

سؤال: السيد السناتور، هذه الإدارة منذ أولى أيام تسلمها قيادة البلاد لديها اعتقاد أن استراتيجيتها حول الشرق الأوسط واستراتيجيتها حول إيران مرتبطتان وفق المفهوم القائل إنك إذا تمكنت من تحقيق تقدم في إحداهما، يمكنك أن تساعد في تحقيق تقدم في الاستراتيجية الأخرى، والعكس بالعكس. إنك تنتقل الآن إلى فترة من الانخراط الأقل والمواجهة الأكثر مع إيران. أتساءل ما إذا كنت تفكر أن ذلك يُشكِّل عائقاً إضافياً أمام توقيع اتفاقية سلام أم أنه شيء قد يستطيع فعلاً أن يساعد وفق المفهوم القائل إن الإسرائيليين قد يشعرون بأن الولايات المتحدة سوف تكون صارمة حول إيران، وأن ذلك سوف يخفف من مخاوفهم نوعاً ما في هذا السياق.

السيد متشل: هذا يمتد نوعاً ما إلى أبعد من مجال انخراطي في هذه العملية، ولذلك أود أن أرجئ ذلك إلى إجابة كاملة ومدروسة أكثر يقدمها أولئك المعنيون بصورة مباشرة في القضايا الأوسع. ولكني سوف أقول ببساطة إنه إذا نظرت إلى الشرق الأوسط وراجعت تاريخه خلال نصف القرن الماضي فقط، دون أن تهتم بالألفيات العديدة السالفة، سوف تستنتج أنه لا توجد بالفعل عبارة "الوقت الصحيح" للقيام بهذا، وأنه كانت هناك دائماً وسوف تكون هناك دائماً مسائل خارجة عن نطاق الطرفين المباشرين اللذين سيكون لهما تأثير على ما يحدث.

وحسب حكمي الشخصي، فإن ما يحدث في- جميع أرجاء المنطقة، وليس فقط في إيران بل وأيضاً في أماكن أخرى، يضيف دليلاً مقنعاً وتراكمياً إلى ضرورة العمل لحل هذا النزاع. أي بكلمات أخرى، بغض النظر عما إذا كان الظرف الذي وصفته يولد أو لا يولد النتيجة التي وصفتها، فان الأمر يبقى بمثابة حجة مقنعة بأنه يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة إلى حد كبير، لناحية التعامل مع نزاعات أخرى، وتقديم المساعدة، وعمل كل ما نستطيع بمساعدة ودعم حلفائنا، من أجل الوصول إلى حل لهذا النزاع. إنه يساعد بطرق عديدة وبدرجة أكثر أهمية، فإنه يمثل الشيء الأفضل للشعب الفلسطيني ولشعب إسرائيل. كما أنه يصب في مصلحة أمننا القومي وأمن آخرين.

منقول عن
http://www.america.gov/st/texttrans-arabic/2010/August/20100820180923x0.5757715.html

Friday, August 13, 2010

أوباما: رمضان مبارك

بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن الشعب الأميركي وعن مشال، أود أن أزجي أطيب الأماني للمسلمين في أميركا وحول العالم. رمضان كريم.

إن رمضان شهر يتفكر فيه المسلمون حول العالم في الحكمة والهداية التي تصاحب الإيمان، وفي مسؤولية البشر تجاه بعضهم بعضا وتجاه الله. وهذا وقت يلتئم فيه شمل العائلات ويقيم الأصدقاء مآدب الإفطار ويتم تقاسم الطعام. ولكن رمضان أيضاً وقت للتقوى والتهجد، وقت يصوم فيه المسلمون خلال النهار ويصلون خلال الليل؛ وقت يقدم فيه المسلمون العون إلى الآخرين لدفع عجلة الفرص والرخاء للناس في كل مكان. وينبغي علينا جميعاً أن نتذكر أن العالم الذي نريد أن نبنيه، والتغييرات التي نريد أن نحدثها، يجب أن تبدأ في قلوبنا نحن وفي مجتمعاتنا.

وهذه الشعائر تذكرنا بالمبادئ التي نتشاطرها وبدور الإسلام في تعزيز العدالة والتقدم والتسامح والكرامة لجميع بني البشر. إن رمضان احتفاء بدين عرف عنه التنوع العظيم والمساواة بين الأعراق. وهنا في الولايات المتحدة، يذكرنا رمضان بأن الإسلام يظل على الدوام جزءاً من أميركا وأن الأميركيين المسلمين قدموا مساهمات استثنائية لبلدنا. واليوم، أود أن أتقدم بأطيب الأماني للمسلمين البالغ تعدادهم ألفاً وخمسمئة مليون نسمة حول العالم، ولعائلاتكم وأصدقائكم، فيما ترحبون بإطلالة شهر رمضان.

إنني أتطلع إلى استضافة مأدبة إفطار احتفاء برمضان هنا في البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وأتمنى لكم شهراً مباركا.

وسلام الله عليكم.

Tuesday, August 10, 2010

رابع امرأة في التاريخ الأميركي تصبح قاضية في المحكمة العليا

تقرير/ ميرل ديفيد كلرهالس


واشنطن،- أصبحت إلينا كاغان، عميدة كلية الحقوق سابقا في جامعة هارفارد، القاضي الثاني عشر بعد المئة الذي يخدم في المحكمة العليا، ولكنها ليست سوى المرأة الرابعة التي تصبح قاضية في أعلى محكمة في البلاد.

وقال الرئيس أوباما يوم 5 آب/أغسطس، بعد وقت قصير من تصويت مجلس الشيوخ على تثبيت تعيينها بأغلبية 63 صوتا مؤيدا مقابل 37 صوتا معارضا: " طيلة حوالي قرنين من الزمن لم تكن هناك امرأة واحدة في أعلى محكمة في البلاد. وعندما تحتل إلينا كاغان مقعدها في المحكمة سيكون هناك للمرة الأولى في تاريخنا ثلاث نساء".

تجدر الإشارة إلى أن اختيار كاغان كان ثاني تعيين يقوم به أوباما في عضوية المحكمة العليا منذ توليه منصب الرئاسة قبل عشرين شهرا؛ وفي كلتا الحالتين عين سيدتين لهذين المنصبين- وهما إلينا كاغان والقاضية سونيا سوتومايور التي تم تثبيت تعيينها في 6 آب/أغسطس، 2009. أما القاضية الثالثة في المحكمة فهي روث بادر غينزبرغ. وكانت القاضية السابقة ساندرا داي أوكونر أول امرأة تخدم في المحكمة العليا في العام 1981.

وقال أوباما أثناء وجوده في شيكاغو: " كما ذكرت روث بادر غينزبرغ أخيرا، إنها واحدة من أكثر التطورات مدعاة للابتهاج-إنها علامة تقدم أعتز بها ليس فقط لكوني أبا يريد إمكانيات لا حدود لها لابنتيه بل أيضا لكوني أميركيا يفخر بأن تصبح المحكمة العليا أكثر تعددية وممثلة لنا كشعب أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف الرئيس الأميركي قائلا: " إن إلينا تتفهم أن القانون ليس مجرد فكرة تجريدية أو ممارسة فكرية؛ إنها تعلم أن قرارات المحكمة العليا تصوغ ليس فقط طبيعة ديموقراطيتنا بل أيضا ظروف حياتنا اليومية-أو كما عبرت عنه ذات مرة- هناك قصص وراء القانون...قصص عن حياة الناس كما يصوغها القانون، وقصص عن حياة الناس كما قد يغيرها القانون".

وبينما قال منتقدو تعيين كاغان إنها لم تعمل إطلاقا كقاضية من قبل، فإن السناتور كريستوفر دود أكد أن ثلث الأميركيين الذين خدموا في المحكمة العليا قبلها، وعددهم 111 قاضيا، لم يكونوا بدورهم قضاة سابقين.

وكانت كاغان قد مثلت أمام لجنة الشؤون القضائية لمجلس الشيوخ على مدى عدة أيام لتدلي بإفاداتها؛ وأجابت على 540 سؤالا من أعضاء المجلس سواء خلال جلسات الاستماع والمساءلة أو في إجابات خطية.

وقال الرئيس أوباما: " أظن أنهم تفحصوا سجل إلينا كاغان جيدا وأدركوا ما تتمتع به من ذكاء وحصافة رائعين فضلا عن فهمها المتعمق لدستورنا والتزامها بحكم القانون".

مراسم أداء اليمين

تؤدي كاغان التي تتولى حاليا منصب نائب المدعي العام اليمين القانونية مرتين في المحكمة العليا خلفا للقاضي المتقاعد جون بول ستيفنز.

ويشرف رئيس المحكمة جون روبرتس على مراسم القسم كما نص عليه الدستور الأميركي خلال احتفال خاص في قاعة مؤتمرات القضاة في المحكمة العليا بحضور أفراد عائلتها فقط. ثم يشرف روبرتس على مراسم قسم آخر، يؤديه القضاة، بحضور عائلتها وأصدقائها وأعضاء السلك الصحفي. إلا أن كاغان لن تصبح رسميا قاضية في المحكمة العليا إلا في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر حينما يقام احتفال رسمي عند بداية الدورة الجديدة للمحكمة.

وهذه المراسم وعملية التثبيت التي ينص عليها الدستور هي أكثر من مجرد طقوس وشعائر؛ إنها بداية عملية تحولية من محام إلى قاض. فالمحكمة العليا تمثل السلطة الثالثة للحكومة الأميركية وتتمتع بوزن متساو مع السلطة التنفيذية التي يمثلها الرئيس والسلطة التشريعية التي يمثلها الكونغرس الأميركي. وكل سلطة من السلطات الثلاث تشكل توازنا وضوبطا للسلطتين الأخريين.

أما المهمة الأعم للمحكمة العليا فتتمثل في تسوية قضيتين: الأمور المتعلقة بالدستور الأميركي وفي حالات نادرة مسائل الحدود القضائية بين ولايات الاتحاد الخمسين—وهذا انعكاس لأمة بزغت كثلاث عشرة مستوطنة في أقصى الجانب الشرقي من الولايات المتحدة. وفي حالات نادرة أيضا، تستمع المحكمة إلى قضايا نزاعات بين الولايات المتحدة ودول أخرى.

النساء الأميركيات والمحاكم

يؤخذ من دراسة نشرت في العام 2010 عن النساء القاضيات على الصعيد الفدرالي والولائي في أميركا أن ترقية كاغان لعضوية المحكمة العليا لم تردم الهوة القائمة بين الذكور والإناث في مناصب القضاة الفدراليين والولائيين. وتفيد الدراسة أن النساء في الولايات المتحدة يشكلن 22 بالمئة فقط من مجموع القضاة الفدراليين و 26 بالمئة من مجموع القضاة الولائيين. أعد الدراسة مركز النساء في الحكومة والمجتمع المدني في جامعة ولاية نيويورك في أولباني.

ويقول واضعو الدراسة: " بالنسبة لنصيب النساء من مناصب القضاة الفدراليين لم تحقق سوى ولايتي نيوجرزي وكنيتيكت نسبة 33 بالمئة، وهو الحد الذي تبدأ معه النساء ممارسة نفوذ ذي أهمية".

وتشير الإحصائيات إلى أن النساء في الولايات المتحدة يمثلن نحو 48 بالمئة من خريجي كليات الحقوق و 45 بالمئة من المحامين في المكاتب الخاصة للمحامين. بيد أنهن يعملن أيضا بكثافة كمحاميات في دوائر الحكومات الفدرالية والولائية والمحلية.


منقول عن:
http://www.america.gov/st/usg-arabic/2010/August/20100809141816x6.435794e-02.html